بداية الدعوة الجهرية للنبي عليه الصلاة والسلام وما فعلته قريش بادئ بدء

وبعد مرور الثلاث سنوات من الدعوة الفردية أُمر ‏رسول الله ﷺ بالجهر بالدعوة إلى الدين بقوله تعالى ( فاصدع بما تُؤمر وأعرض عن المشركين ) سورة الحجر. فأعلن لقومه الدعوة إلى الله و توحيده.

الدعوة الجهرية

فلم ينفر منه قومه ولم يردوا عليه حتى ذكر آلهتهم وعابها ونسب كل من عبدها إلى الضلال ، وجر ذلك إلى تضليل آبائهم فإنهم كانوا يحتجون عليه بأنهم اتبعوا آباؤهم , فلما كان ذلك نفروا منه وبادروه بالعداوة , ولم يكن هناك بد من أن تكون له حماية تمنعه منهم حمية لدينهم وشرف آبائهم.

وكان لعمه أبو طالب الحق أن يجير فهو سيد بيته ( بحسب أصول العربية من يجير شخص فيتم الأعتداء على هذا الشخص فقد اعتدى على البيت بأسره ) فقام أبو طالب وأجاره وقام دونه ومضى ‏رسول الله ﷺ لشأنه في الدعوة والجهر بما ينزل عليه من الوحي.

ولما رأت قريش ذلك قام أشرافها بوفد إلى أبو طالب أن يكف أبن أخيه عن سب آلهتهم وعيب دينهم وتسفيه أحلامهم وتضليل آبائهم أو يخلي بينهم وبينه فردهم أبو طالب رداً جميلاً وانصرفوا.

كيف تصرفت قريش بعد أن ردهم أبا طالب بوفدهم الأول

سارت قريش برجل اسمه عمارة بن الوليد وكان أنهد فتى في قريش وأجمله فقالوا له : خذه واتخذه ولداً وسلّم لنا محمداً الذي سفّه دين آبائك وخالفه وفرقّنا. فقال أبو طالب : لبئس ما تسومونني أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم أبني تقتلوه.

فلما رأى أبو طالب تألب قريش عليه قام في أهل بيته بني هاشم وبني المطلب وقد كان هاشم والمطلب من أم واحدة دون أخويهما عبد شمس ونوفل , ودعاهما إلى ما هو عليه من منعة ابن اخيه والقيام دونه فأجابوه إلى ذلك مسلمهم وكافرهم حمية للجوار العربي باستثناء أبي لهب فإنه فارقهم وكان مع قريش والأسباب التي دفعت ربما تكون حمية لدينه أو بتأليب من زوجته ( أم جميل حمالة الحطب ) والمشهورة بإنها ألد أعداء ‏رسول الله ﷺ.

وقد سُميت بحمالة الحطب كتعبير عند العرب عن التي تشعل الأكاذيب في مجامع النساء فتشعل بقلوبهن نار العداوة وقد نص عليها الكتاب بآية واضحة.