تجد في التاريخ حروب ضخمة بين بكر وتغلب والأوس والخزرج وعبس وذبيان وبين عبد شمس و هاشم وغيرهم وكلهم بطون قرابة لبعضهم وتجد الواحدة منها تنتهز الفرصة لتستولي على ما عند الثانية والسبب يرجع للتنافس في مادة الحياة بين أبني الأب الواحد.
فمن المعلوم أن المرعى والمشرب من الأساسيات فتكون محل نزاع دائم وعادة ما يبدأ النزاع بين الرعاة فيمن يرد الماء أولاً فيتجاوز الصراع لأسيادهم فيفترقون فيرحل أحدهم إلى مكان آخر فيورث لأبنائه الغضب فيتناقلون وإذا استمر القرب بدون رحيل يتطور العداء للحرب.
والسبب الآخر تنازع الشرف والرياسة وأكثر ما يكون ذلك إذا مات أكبر الأخوة وله ولد صالح لأن يكون مكان أبيه فيتنازع أعمامه رئاسة العشيرة ولا يسلم أحد منهما للآخر فيورثهما ذلك تباغضاً تزيده الأيام شدة وهذا كان واضحاً في مسألة الأوس والخزرج سكان المدينة وما بين هاشم وأمية بمكة.
ودائماً ما ترى الحروب الهائلة كانت بين القبائل المتقاربة في الأنساب والأمكنة ولم يكن لهم نظام يلجأون إليه في الحكم إنما بعض الأحيان يتم اللجوء لمن عُرف بحسن الرأي وخصوصاً العارف بدخائل العرب فيسوي بينهم بالفضل والشرف.
يمكنكم الإطلاع على مقالاتنا الأخرى
- وأد البنات عند العرب وكيف كانوا يعاملون أبنائهم
- تفرعات قريش لمحة عامة
- تجارة وصناعة العرب قبل الإسلام
- حالة العرب الإجتماعية قبل الإسلام الرجل في أهله
- كيف كانت اللغة والكتابة عند العرب قديماً
- الأخلاق العربية خلق العرب وبعض تصرفاتهم القديمة
- العلوم التي أهتم بها العرب قديماً والوضع السياسي العام لهم