الكثير يظنون بأن العرب ينظرون نظرة استخفاف أو إستهانة إلى المرأة وهذا كذب كبير على العرب ، والناظر لأخبارهم والتي تُستسقى من أشعارهم ودواوينهم يرى جيداً بأن الرجل إذا أراد أن يمتدح لم يكن يخاطب بأغلب أوقاته إلا المرأة كما في أشعار عنترة وحاتم طيء وقيس والكثير ، فلقد كانوا يفخرون بنسبتهم إلى أمهاتهم كما يفخرون بنسبتهم إلى آبائهم.
مكانة المرأة عند العرب
كانت المرأة ذات شأن كبير فموضوع حمايتها وصونها والرد على نخوتها يكون أقوى مواضيع النخوة وأبلغها ، ويفتخر الكثير من العرب بأنه المدافع عن الحريم الحامي لهم ويحرصون بالأشعار على أبلغ الكلمات في وصفها بأفضل الألقاب.
يقول أحدهم:
يا ربة البيت قومي غير صاغرة....ضمي إليك رحال القوم والقربا
ويقول آخر :
سلي الطارق المعتر يا أم مالك.....إذا ما أتاني بين قدري ومجزري
أيسفر وجهي وهو في أول القرى ....وأبذل معروفي له دون منكر
فلا ينادون للمرأة إلا بكنيتها وهذه لتشريفها في العرف العربي.
الرجل والمرأة
كان الرجل يرتبط بالمرأة بعقد الزواج بعد رضا أوليائها ولم يكن لعدد النساء حد معين ، كما وكان فيه أنواع من السفاح عند بعض الشباب من ذوي الدعارة الذي لا يخلو منهم زمان وكان هذا مستنكر لدى جمهورهم ويطلقون عليه إتخاذ الأخذان.
الطلاق عند العرب
أما الطلاق بيد الزوج باستثناء بعض الحالات التي تكون المرأة قد امتازت بشرف قومها فكن يشترطن أن تكون التفرقة بيدهن كما وإن موضوع الغيرة إذا شاهد أحدهم آخر مع حليلته دارت الحروب لأجلها.
الموضوع الآخر بهذا الخصوص
إذا قابل أحد منهم آخر معه ظعينة وليس من قبيلته ولا من قبيلة لها معها حلف تقاتلا فمن يغلب يأخذ الظعينة سبية فيستحلها ، والأولاد الذين من هذه السبية يلحقهم العار مدى حياتهم ولذلك من مفاخر الرجل أن تكون أمه حرة عندهم.
في القادم ستجدون كيف أنار الإسلام هذه الأمور وشرّف العرب بتركها وكيف أصبحت غيرتهم أكثر بعد الإسلام ولله الحمد.
يمكنكم الإطلاع على مقالاتنا الأخرى
- وأد البنات عند العرب وكيف كانوا يعاملون أبنائهم
- تفرعات قريش لمحة عامة
- تجارة وصناعة العرب قبل الإسلام
- حالة العرب الإجتماعية قبل الإسلام الرجل في أهله
- كيف كانت اللغة والكتابة عند العرب قديماً
- الأخلاق العربية خلق العرب وبعض تصرفاتهم القديمة
- العلوم التي أهتم بها العرب قديماً والوضع السياسي العام لهم