فكانوا لا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم ولا يبعونهم شيئاً ولا يبتاعون منهم وكتبوا صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة توكيداً على ذلك.
فانحازت بنو هاشم والمطلب إلى أبي طالب فدخلوا في شعبه فاجتموا إليه وخرج منهم أبو لهب مظاهراً لقريش. فأقاموا أكثر من سنتين يقاسون أشد الجهد من مقاطعة قريش لهم والرسول ﷺ مستمر على دعوته ليلاً نهاراً سراً وإعلاناً منادياً بأمر الله لا يتقي أحداً من الناس.
وكان في رجالات قريش من تأثر لحال بني هاشم وبني المطلب وكان أشهر خمسة رجال قد أتفقوا على شق الصحيفة ومن بينهم رجل أسمه زهير بن أبي أمية من بني مخزوم وقد كان الأتفاق على أن يبدأ هو بشق الصحيفة.
فأصبح الصباح فقال بعد طوافه بالبيت المحرم : يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم والمطلب هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة.
فقال أبو جهل: كذبت والله لا تُشق .
فرد عليه آخر من الذين أتفقوا معه فقال لأبو جهل أنت أكذب ما رضينا كتابتها حيث كتبت فرد آخر مثلما قالوا
فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل تشوروا فيه بغير هذا المكان.
فقام أحدهم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا باسمك اللهم.
مكثت الحال على ذلك والمسلمون كل يوم في ازدياد من قريش وغيرهم ولا يتمكن من أذاهم أحد حتى كانت السنة العاشرة من النبوة فأصيب رسول الله ﷺ بمصيبة عظيمة وهي وفاه عمه أبي طالب وزوجه خديجة بنت خويلد في يومين متقاربين من شهر شوال وكان موتهما قبل الهجرة بثلاث سنين فنالت قريش من أذى رسول الله ﷺ مالم تكن تطمع فيه بحياة أبي طالب حتى اعترضه أحد سفائهم فنثر على رأسه الشريف تراباً.
يمكنكم الإطلاع على مقالاتنا الأخرى
- وأد البنات عند العرب وكيف كانوا يعاملون أبنائهم
- تفرعات قريش لمحة عامة
- تجارة وصناعة العرب قبل الإسلام
- حالة العرب الإجتماعية قبل الإسلام الرجل في أهله
- كيف كانت اللغة والكتابة عند العرب قديماً
- الأخلاق العربية خلق العرب وبعض تصرفاتهم القديمة
- العلوم التي أهتم بها العرب قديماً والوضع السياسي العام لهم
- دين العرب قبل المبعث النبوي
- بداية التماس الرضاعة للنبي عليه السلام
- تسيمة رسول الله ﷺ باسم محمد وذكر وفاة ابيه عبد الله
- قريش ومكة ومحاربة جرهم وتفاصيل عديدة
- ما هو سبب المعارك والخلافات بين العرب قديماً