الخلق يُحسب على الأمم إذا كان مألوفاً عند أفرادها ، ومن الأخلاق التي كانت عند العربي سرعة الانفعال والإقدام على المكاره فتراه ساكناً مطمئناً فلا يحتاج إلا لكلمة بسيطة أو فعلة يتخيل بها إن قد تم مساس شرفه أو شخصه حتى تجده يزأر كالأسد لا يتريث ولا يستطلع حقيقة الأمر.
بل يُقدم منكباً عن ذكر العواقب وهذا الخلق أكثر ما تراه في قبائل البادية الذين لا يفكرون بعقوبة ولا سجن ولا حكم قاسي وهذا السبب كان المهيء الرئيسي لشحنهم بالحروب من قبل سيدهم.
وتحدثنا بمنشور سابق عن التعصب حين ينصر عشيرته بكل حال ، إقرأ في كيفية معاملة العرب أبنائهم ونصر بعضهم بعض.
الكرم
فهذا خلق عاش عليه الغالبية منهم وقد استنفذوا فيه نصف أشعارهم بين مدح وثناء ، وكان الضيف إذا طرق باب أحدهم ولم يكن عنده شيء سوى ناقته ذبحها بعد ما يهزه كرمه وإيضاً البعض خشية المذمة.
الوفاء بالعهود
فقد كان عندهم العهد ديناً يتمسكون به ويستهينون به قتل أولادهم وتخريب ديارهم حتى لا يخونون (قصة السمؤال مثالاً).
الغيرة
التي تقام من أجلها حروب وتتفرق من خلالها تحالفات وهذه الأخلاق أختص بها العرب بشكل أكبر من غيرهم من باقي الأمم وبالذات مسألة الكرم والوفاء والغيرة.
تضخيم مسألة وأد البنات عند العرب وكيفية معاملة العرب أبنائهم ونصر بعضهم بعض
عادات غريبة عند العرب
طريقة اللعب عند بعض فتيان العرب حيث يشترون جزرواً يقسمها الجزار إلى عشرة أجزاء ثم يجاء بالقداح وهي عيدان من نبع قد نحتت وملست واسماءها :
الفذ والتوأم والرقيب والحلس والنافس والمسبل والمعلّى والمنيح والسفيح والوعد
والثلاثة الأخيرة لا نصيب لها إنما للتكثير والسبعة الأولى لها علامات ثم يختار كل فتى قدحاً حسب مقدرته واستعداده وتعطي الأقداح لرجل أمين يسمى أمير المقامرين فتدفن في الرمل ويلف على كف الأمير قطعة من جلد لئلا يحابي أحداً ليخرج له قدحاً ويجلس خلفه شخص آخر اسمه حكم فيدخل يده فيخرج قدحاً.
وبفرض أن القدح الخارج هو الفذ فيكون صاحبه فائز له عشر الجزور ثم تضرب القداح على تسعة أجزاء باقية.
فإن خرج التوأم فلصاحبه جزءان ثم تضرب فإن خرج المعلى فلصاحبه السبعة البقية ويكون الغرم على الباقين وعدد سهامهم ثمانية عشر فيجزأ الثمن على ثمان عشر جزء يدفع منها كل قدر سهامه وإن خرج في أول الضرب الرقيب فاز صاحبه بثلاثة أجزاء وهكذا يستمر القدح حتى تتوقف العملية الحسابية فيتم شراء جزور آخر ليضرب عليه الاقداح.
وهنا يسمى الميسر ويكون من أنواع الكرم حسب اعتقادهم حيث يتم توزيع الربح على الفقراء والتصدق به والربح هذا والتصدق به هو المنفعة التي اثبتها القرآن ولكن لما كانت المفسدة أكثر من المنفعة حرمها الدين الإسلامي.
ومن العادات الأخرى شرب الخمر ويمتدحون بعضهم بذلك ويتعبرونه سرف وبذخ على النفس ونوع من الكرم على النفس ومن الأشعار فيه الكثير منها:
ولقد شربت من المدامة بعدما....ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجةٍ صفراء ذات أسرة.....قرنت بأزهر بالشمال مفدم
والشرب يسمى احياناً بالغبوق وببعضهم يشربها صباحاً ويمسى بالصبوح.