كيف تم قتل 70 ألف أسير؟ في يوم ونصف!!
فبعد معركة ذات السلاسل أمدّ كسرى جيشه برجل اسمه على رأس جيش فلقيه المنسحبون واجتمعوا على ثنية النهر (الثّني).
فسار إليهم خالد بن الوليد واقتتلوا فلقي قادتهم بالمبارزة عدد من قادة المسلمين فقُتل رؤوس جيش الفرس وانتهى شرف قارن فانهزم وقُتل يومها ما يقارب 30 ألف منهم غير الذين سقطوا في النهر غرقاً وحالت المياه بين ملاحقة فلولهم.
وقد تم تقسيم الفيء، وإرسال الأخماس إلى المدينة وأعطى الأسلاب لمن سلبها. وكانت يومها غنيمة عظيمة وأخذ الجزية من الفلاحين وصاروا ذمة.
فبلغ الخبر قائد الفرس فبعث الأندرزعزّ وكان فارساً عندهم وبعث في أثره بهمن جادويه على رأس جيش فحشروا ما بين الحيرة وكسكر وعرب الضاحية والدهاقين فعسكروا في الولجة.
فسمع بهم خالد فتوجه من الثني إليهم وكمن لهم كمينين فاقتتلوا قتالاً أشد من الأول حتى ظن الفريقان أن الصبر قد أُفرغ ، فخرج الكمينان بعد أن استبطأهما خالد فنزلت السيوف في جانبي الأعاجم فانهزموا وهرب اندرزعزهم فمات عطشاً. وقد أصاب خالد ابناً لجابر بن بُجير و ابناً لعبد الأسود بن بكر بن وائل وكانت هذه الوقعة في صفر من السنة الثانية عشر للهجرة.
غضب نصارى العرب على قتلاهم وكاتبوا فارس على الاجتماع فاجتمعوا في أليس وعليهم ابن الأسود العجلي.
تفاصيل المعركة
وقد كان مسلموا بني عجل شديدوا البأس على نصارى قومهم . وكتب قائد الفرس إلى عامله بهمن جاذويه أن يسير إلى أليس، فانتدب جاذويه أحد جنده (جابان) وأمره بالمسير وقال له لا تحارب حتى أقدم إليك وكان قد رجع إلى قائده يتشاور معه فوجده مريض وتأخّر عن القدوم.
فاجتمع على جابان نصارى عجل وتيم اللات وضبيعة وجابر بن بُجير وعرب الضاحية من أهل الحيرة. فلمّا علم بهم خالد سار إليهم ولم يشعّر بدنو جابان
فلما وصل إليهم كان عددهم ضخم للغاية وكان هناك غرور كبير من قبل جموع المشركين لهذه الضخامة وقد حطوا غداء لهم وحفل وصخب ، وقد نصحهم باجان فلم يسمعوا له.
فانتهى خالد إليهم وبارز قائد لهم فقتله واقتتل الناس قتالاً شرساً ، والمشركون يزيدهم ثبوتاً توقعهم قدوم جاذويه. فصابروا وصابروا على القتال.
فقال خالد:
اللهم إن هزمتهم فعليّ أن لا استبقي منهم من أقدر عليه حتى أجري من دمائهم نهرهم
فانهزمت فارس فنادى منادي خالد : الأُسراء الأُسراء إلا من امتنع فاقتلوه فأقبل بهم المسلمون أُسراء فوكّل بهم من يضرب أعناقهم يوماً وليلة. فقال له القعقاع وغيره لو قتلت أهل الأرض لم تجر دمائهم ، فأرسل إليها الماء لتبر بيمينك ففعل ، فسميت نهر الدم وكان عديدهم 70 ألف هالك وتعشى المسلمون من طعام القوم.