مقدمة سلسلة عثمان بن عفان الحلقة الأولى
نسبه وصفته وكنيته
نسبه
فهو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القريشي.
وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.
صفته
ليس بالطويل ولا بالقصير ، حسن الوجه ، رقيق البشرة ، بوجهه أثر جُدري، كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون أصلع عظيم ،عظيم ما بين المنكبين، يصفّر لحيته ، وقيل كان كثير الشعر أروح الرجِلين.
كنيته
كان يُكنى أبا عمرو وبعد أصبح يُكنى أبا عبد الله بولد جاءه من رقية بنت رسول الله ﷺ (هذا الولد مات وعمره ست سنين نقره ديك في عينه فمرض فمات سنة أربعٍ من الهجرة) .
ميلاده
ولد في السنة الخامسة من ميلاد رسول الله ﷺ(بعد عام الفيل ب ستة سنوات)
وقت إسلامه
قيل كان إسلامه قديماً قبل دخول رسول الله ﷺ دار الأرقم وكان ممن هاجر هجرة الحبشة الأولى والثانية ومعه امرأته رقية بنت رسول الله ﷺ.
وكان إسلامه على يد سيدنا أبو بكر الصدّيق وكان عمره أربع وثلاثين وأسلم بعد سيدنا أبو بكر وعلي وزيد حيث كان رابعهم وذلك من الرجال.
وروى ابن سعد في طبقاته :لمّا دخل سيدنا عثمان وسيدنا طلحة بن عبيد الله إلى رسول الله ﷺ وعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن فآمنا
فقال عثمان: (يا رسول الله، قدمت حديثا من الشام، فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبوا، فإن أحمد قد خرج بمكة، فقدمنا فسمعنا بك).
وروى ابن سعد في طبقاته أن عمّه الحكم ابن أبي العاص بن أمية أخذه فأوثقه رباطاً وقال: «أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلُّك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين»،
فقال عثمان: والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه.
من ترجمة سيدنا عثمان
فنبدأ بلمحة عنه قبل الإسلام
■نشأ بمدينة الطائف وهي روضة الحجاز وعاش شبابه في غنى ويُسر ، فهو أموي من العبشميين ، والعبشميون أهل ثراء واسع منذ الجاهلية وكان بأيديهم بعض ما خوّلهم البلد الحرام من مقاليد الزعامة والسلطان على العرب ، فلمّا مات أبوه (عفان بن العاص بن أمية) في رحلة تجارية للشام ، خلّف لسيدنا عثمان مالاً كثيراً فعمل بالتجارة كما كان يصنع أبوه.
■وكان في الذؤابة من قريش جاهاً ومكانة وشرفاً وعزّاً وفضلاً وأصلاً ومنبتاً وأقرب الأدلة (حين الحديبية أشار سيدنا عمرُ بإرساله إلى سيدنا أبو سفيان وأشراف قريش ) لما له من الفضل والعزة في نفوسهم.
ومن ذلك ما روى البخاري قول ابن عمر حين ردّ على أحد الناس الذين أرادوا لمز سيدنا عثمان بغيابه عن بيعة الرضوان فقال (وأما تغيّبُه عن بيعة الرضوان ، فلو كان أحدٌ أعزّ ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه).
■جمع أشتات المكارم فكان سيداً شريفاً نبيلاً بارزاً في قومه قارئاً كاتباً قبل الإسلام على علمٍ بمعارف العرب في الجاهلية أمثالها وأنسابها وحروبها وخرج للشام تاجراً فعرف أحوال الناس وطرق معاشهم.
■ بعيداً عن عادات الجاهلية الرديئة متجملاً بشمائل الحياء متسماً بالعفة والصدق وصيانة العقل والشرف وطهارة القلب والبعد عن الفواحش ونزوات الشباب.
■مشى على نهج أبيه قبل الإسلام بالعمل في التجارة وتثمير الأموال والتقوّي بها برغد العيش وبذل الخير والعون للمحتاجين ، فاتجر بالبرِّ والتمر وغيرها وبقي في التجارة حتى آلت إليه الخلافة فتفرغ لشؤون المسلمين.
■ وإذا كان الثراء والشرف يُطغي كثيراً من الناس من ذوي الأنفس المريضة ويحملهم على التعالي والظلم فإن سيدنا عثمان كان له من أخلاقه وطباعه وشمائله وفطرته ما يجعل شرفه وجاهه ومكانته وثراءه في قبضة مكارمه وتحت هيمنة حيائه ورحمته فأحسن إلى قومه وأغدق عليهم عطاياه ونشر عليهم رحمته وعطفه ورقّته.
■ فكان في قومه موقّراً مبجّلاً وأحبّوه حباً ضربوا به المثل فكانت العرب تقول كما عند الشعبي فقد قال (كان عثمان في قريش محبباً يُوصون إليه ويعظّمونه وإن كانت المرأة من العرب لترقّص صبيّها وهي تقول :
"أُحبّك والرحمن...حُبّ قريشٍ لعثمان"
هذه خِصال مجملها قبل الإسلام فكيف أصبح حاله بعد دخوله الإسلام ؟؟
شيء من حياة سيدنا عثمان بعد إسلامه
كان لسيدنا أبو بكر دور في إسلامه كما قدمنا ببداية فصل سيدنا عثمان فأنهى سيدنا عثمان عهد الجاهلية ودخل رياض الإسلام فكان أحد السابقين الأولين.
◇فأصابه بطش قريش لما كان له من مقعد العزّة في قومه وأن تخسره قريش لصالح الدعوة المحمدية فكان ذلك شديداً على قريش عامة وعلى بني عبد شمس خاصة أن يستجيب عثمان العبشمي إلى بني هاشم.
◇تقرّب سيدنا عثمان إلى رسول الله ﷺ بزواجه من رقية بنت رسول الله ﷺ ومكثت معه في مكة وصبرت معه على قسوة الحياة حيث ترى عنف قريش في إيذاء المؤمنين وحنقهم على سيدنا عثمان لمكانته بين رجالاتها ، فاستأذن عثمانُ النبيَّ عليه السلام بالهجرة فأذن له فهاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى (سنة خمس من البعثة).
◇وبعد ما يُقارب السنة ترامى إلى مهاجري الحبشة إسلام أهل مكة فرأوا الرجوع إلى موطنهم فلما دنوا من مكة تبيّن لهم عكس ما سمعوا فمنهم من دخل مكة مستخفياً ومنهم بجوار وكان سيدنا عثمان قد دخل وزجته مكة وبقي ملازماً رسول الله ﷺ حتى هاجر إلى المدينة.
◇مضت سنوات الدعوة بمكة وسيدنا عثمان في الصف الأول من رجالها متأسياً برسول الله ﷺ ويأخذ عنه القرآن الكريم وهديه بالصبر والمصابرة والبلاغ والدعوة حتى انفرجت المحن بمناصرة أهل يثرب وأمر رسولُ الله ﷺ أصحابه بالهجرة.
◇ أسرع سيدنا عثمان بالهجرة الثانية إلى المدينة وبعد وصوله نزل على أوس بن ثابت في دار بني النجار وآخى النبي عليه السلام بينه وبين أوس بن ثابت (سيرة ابن هشام).
◇وبذلك كان لسيدنا عثمان شرف السبق إلى الإسلام وفضائل الهجرتين وكان مع إخوانه السابقين المهاجرين جديراً بتلك المدحة من الله تبارك وتعالى في اللوح المحفوظ وأنزلها قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة ويتجدد بتلاوتها الرضوان والثناء لأولئك الأماجد الذين كانوا نواة دعوة الإسلام وببذلهم قامت دولته وانتشرت رسالته.
قال تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة.
◇ وقد قال سيدنا عثمان ردّاً على من تقوّل عليه إبان خلافته (إنَّ اللَّهَ قدْ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ، وأَنْزَلَ عليه الكِتابَ، وكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجابَ لِلَّهِ ورَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وآمَنْتُ بما بُعِثَ به مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهاجَرْتُ الهِجْرَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، كما قُلْتَ: وصَحِبْتُ رَسولَ اللَّهِ وبايَعْتُهُ، واللَّهِ ما عَصَيْتُهُ ولا غَشَشْتُهُ حتَّى تَوَفّاهُ اللَّهُ) أخرجه البخاري.
◇فكان في الطبقة الأولى من أصحاب رسول الله ﷺ وأخصائه المقربين إليه وقد أخذ القرآن الكريم عن النبي عليه السلام مشافهةً وحفظه كاملاً ولازم رسول الله ﷺ في سفره وحضره وصلواته وحجه ومجالسه وكان من كُتاب الوحي وروى عن النبي من السنن.
أخرج ابن أبي شيبة قول أبي وائل ١/٢٤(رأيت عثمان يتوضأ فخلل لحيته ثلاثاً وقال رأيت رسول الله ﷺ فعله).
جزء من أخبار سيدنا عثمان زمن النبوة
شهد سيدنا عثمان مع النبي عليه السلام أغلب غزواته ومشاهده وغاب عن بعضها لسبب أو أمر من رسول الله ﷺ لا تأخراً ولا تقاعساً ففي غزوة #بدر لما خرج إليها النبي عليه السلام خلّف سيدنا عثمان على رقية كانت مريضة فماتت يوم قدم زيدُ بن حارثة بشيراً بنصر المسلمين وضرب رسول الله ﷺ لسيدنا عثمان بسهمه وأجره في بدر فكان كمن شهدها رواه (ابن سعد في طبقاته وغيره) .
■فقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر قال: وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال رسول الله ﷺ((إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه)).
■وروى ابن داوود (عنِ ابنِ عمرَ قالَ : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قامَ - يعني يومَ بدرٍ - فقالَ إنَّ عثمانَ انطلقَ في حاجةِ اللَّهِ وحاجةِ رسولِ اللَّهِ وإنِّي أبايعُ لَهُ. فضربَ لَه رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسَهْمٍ ولم يَضرِبْ لأحدٍ غابَ غيرَهُ).
■وشارك سيدنا عثمان في معركة أحد وقد لمزه بعض الطاعنين بأنه كان من ضمن الصحابة الذين انهزموا عند صدمة البغتة في ذلك اليوم العصيب وقد نزّل الله تعالى في كتابه العفو عنهم أجمعين فتأبى نفوسهم المريضة إلا الطعن به ويوجهوا الملامة ويتتبعوا الهفوات ويسدلوا الستار على الأعمال الضخام فيستهدفون سيدنا عثمان من بين جميع الصحابة الذين انصدموا يومها !(سيأتي تفصيل هذه النقاط في نهاية الفصل بهذا الباب).
■وكانت بيعة_الرضوان لأجل سيدنا عثمان وهي رمزاً من رموز الشرف له وقد نابت يد رسول الله ﷺ الشريفة عن يده وأي شرف أكبر من هذا الشرف ؟؟
■وشهد فتح مكة وكان له موقف مشهود بذلك اليوم استنقد اللهُ به عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان قد أهدر دمه النبي عليه السلام فشفع له سيدنا عثمان فأمضى رسول الله ﷺ شفاعته فيه .
عَنْ سَعْد بن أبي وقَّاص قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ ، قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ ( أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ) فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ قَالَ ( إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ ) .
رواه النسائي (وقد تولى ابن سرح معركة ذات الصواري وفتح إفريقيا كما اسفلنا في منشورات الفتوحات)
■وفي غزوة حنين كان من ضمن الذين ثبتوا مع رسول الله ﷺ لما انهزم عامة الناس بادىء الأمرز
■وفي غزوة تبوك كان سيدنا عثمان في مقدمة الصفوف حتى اشتهر بأنه جهّز جيش العسرة (وهذا سيكون تفصيله بفقرة إنفاقه للمال إن شاء الله).
بعض ما ورد في أخباره وحياؤه
■ أما هذه فقصة عظيمة
(ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة!)
منقبة عظيمة من مناقب سيدنا عثمان روى الإمام مسلم وابن حبان
كان رسول الله ﷺ مُضطجِعًا في بيتِه كاشفًا عن فخِذَيْه فاستأذَن أبو بكرٍ فأذِن له وهو على تلكَ الحالِ فتحدَّث ثمَّ استأذَن عُمَرُ فأذِن له وهو على تلكَ الحالِ فتحدَّث ثمَّ استأذَن عُثمانُ فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسوَّى ثيابَه فدخَل فتحدَّث فلمَّا خرَج قالت عائشةُ : يا رسولَ اللهِ دخَل أبو بكرٍ فلَمْ تَهَشَّ له ولَمْ تُبالِ به ثمَّ دخَل عُمَرُ فلَمْ تَهَشَّ له ولَمْ تُبالِ به ثمَّ دخَل عُثمانُ فجلَسْتَ فسوَّيْتَ ثيابَك ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ألَا أستحي مِن رجُلٍ تستحي منه الملائكةُ )
■وروى الإمام مسلم وابن حبان وغيره قصة مشابهة وفي آخرها قول رسول الله ﷺ( يا عائشةُ إنَّ عُثمانَ رجُلٌ حَيِيٌّ ولو أذِنْتُ له على تلكَ الحالِ خشيتُ ألَّا يقضيَ إليَّ حاجتَه )
■وروى ابن سعد في طبقاته قول أنس بن مالك عن رسول الله ﷺ أنه قال (أصدق أمتي حياء عثمان)
■وروى ابن سعد في طبقاته أن رسول الله ﷺ استعمل سيدنا عثمان على المدينة حينما غزا غطفان وحين غزوة ذات الرقاع .
■وروى ابن سعد في طبقاته ( قول يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه أنه قال: ما رأيت أحداً من أصحاب رسول الله ﷺ كان إذا حدّث أتمَّ حديثاً ولا أحسن من عثمان بن عفان ألا أنه كان رجلاً يهاب الحديث) ٣/٤٥
رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا بزمرته وزمرة الصحب الكرام.
متابعة في أخباره رضي الله عنه
حزن سيدنا عثمان على انقطاع نسبه برسول الله ﷺ لما ماتت زوجته رقية بنت رسول الله ﷺ فزوّجه رسول الله ﷺ كريمته الثانية فاشتهر بذي #النورين وهذا شرفٌ عظيم امتاز به سيدنا عثمان .
○وقد مات رسول الله ﷺ وهو راضٍ عنه وذلك كما ورد في حديث الشورى حينما جمع سيدنا عمر الستة (سبق ذكره)
○ أخرج الإمام أحمد وغيره قول عبد الله بن عمر
(خرَج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ذاتَ غداةٍ بعدَ طلوعِ الشَّمسِ فقال رأَيْتُ قُبَيلَ الفجرِ كأنِّي أُعطِيتُ المقاليدَ والموازينَ فأمَّا المقاليدُ فهذه المفاتيحُ وأمَّا الموازينُ فهذه الَّتي يُوزَنُ بها فوُضِعْتُ في كِفَّةٍ ووُضِعَتْ أمَّتي في كِفَّةٍ فوُزِنْتُ بهم فرجَحْتُ ثُمَّ جِيءَ بأبي بكرٍ فوُزِن بهم فوزَن ثُمَّ جِيءَ بعمرَ فوُزِن بهم فوزَن ثُمَّ جِيءَ بعثمانَ فوُزِن بهم ثُمَّ رُفِعَتْ)
○ وأخرج البخاري قول عبد الله بن عمر (كُنَّا نُخَيِّرُ بيْنَ النَّاسِ في زَمَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنُخَيِّرُ أبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ.)
○ وأخرج البخاري والترمذي قول أنس بن مالك (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ صعِدَ أُحدًا وأبو بَكْرٍ وعمرُ وعثمانُ فرجفَ بِهِم فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : اثبت أُحُدُ فإنَّما عليكَ نبيٌّ وصدِّيقٌ وشَهيدانِ)
○وأخرج مسلم قول أبو هريرة(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ علَى جَبَلِ حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ فَما عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ وَعليه النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ.)
○روى ابن سعد في طبقاته (عن ابن عباس في قوله تعالى
_هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ_ النحل قال : عثمان بن عفان)
وروى أيضاً قول عبد الله الرومي(كان عثمان يلي وضوءه بنفسه ، قال فقيل له : لو أمرت بعض الخدم فكفوك فقال : لا الليل لهم يستريحون فيه.
ومن عظيم صفاته الحياء فكان بعد نبي هذه الأمة عليه السلام بهذه الصفة وكان رضوان الله عليه سموحاً وحليم يعفو ويصفح وهذه الصفات كانت في غير تفريط كما يصف أصحاب الأهواء ، صاحب سخاء فيّاض شجاعاً صبوراً وكان صاحب حزم وعزم وإرادة قوية وقد وصفه سيدنا أبو بكر الصدّيق لما دعاه للإسلام(يا عثمان إنك رجلٌ حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل)سبق ذكره.
وقد بانت عزيمته بمواقف عديدة أبرزها أشهرها سماحه بخوض البحر وإنشاء الأسطول البحري وجمعه للقرآن وتحريق ما سوى المصحف الإمام(سبق الحديث عنه)
ذو خبرة طويلة وعميقة بمنهج الحكم وقد وظّف هذه الخبرة في إدارة شؤون الدولة والأمة في عهده وسار على هدي من سبقه
صاحب علم شمولي بحقائق الإسلام ومبادئه وغاياته .
رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا بزمرته.