صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

سيدنا عثمان بن عفان تفاصيل كاملة بترتيب سهل للحفظ الحلقة الثانية زهده وإنفاقه للمال واستخلافه وكتبه

 

الحييّ السخيّ ذو النورين سيدنا عثمان بن عفّان

مقدمة سلسلة عثمان بن عفان الحلقة الثانية


بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة قسمّناها إلى فصول متعددة سهلة البحث والحفظ عن الخليفة الراشدي رضي الله عنه بنظرة عامة ومختصرة بأسلوب حديث يربط الأحداث ببعضها حتى لا يتشتت القارئ مروراً بنشأته وإسلامه وخلافته وفتوحاته وصولاً إلى آخر حياته  وعملنا على تحقيق أحداث الفتنة وتبيان خيوطها بشكل منتظم كما نحسب. 
فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا ...


سيدنا عثمان بن عفان تفاصيل كاملة بترتيب سهل للحفظ



نبذة عن زُهد سيدنا عثمان


ونورد ذلك من كتاب الزُهد للإمام أحمد رحمه الله 

فقد روى  في كتابه :

■أن ميمون بن مهران قال: أخبرني الهمداني أنه رأى عثمان بن عفان على بغلة وخلفه عليها غلامه نائل وهو خليفة.


■وروى قول فياض بن جعفر بن برقان عن الهمداني قال: رأيث عثمان نائماً في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد وهو أمير المؤمنين.


■وروى قول يونس بن عبيد أن الحسن سُئل عن القائلين(قيلولة) في المسجد قال : رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئد خليفة قال: ويقوم وأثر الحصباء في جنبه .قال: فيقول :هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين.


■وروى قول حميد بن نعيم أن سيدنا عمر وسيدنا عثمان دُعيا إلى طعام فلما خرجا قال سيدنا عثمان لعمر : لقد شهدنا طعاماً لوددنا أنا لم نشهده قال :لم؟ قال إني أخاف أن يكون صنع مباهاة ( ولعل سيدنا عثمان كان يقصد أن لا فقراء فيه والله أعلم)


■وروى قول الحسن قال عن حياء سيدنا عثمان(إن كان ليكون في البيت والباب مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.


■ وروى قول سفيان بن عيينة قال:(قال عثمان : وما أحب أن يأتي عليّ يوم ولا ليلة إلا أنظر في الله_يعني قراءة في القرآن)


■ وروى قول قتادة عن مطرف قال(لقيت علياُ عليه السلام فقال: يا عبد الله ما أبطأ بك عنا ؟ أحبُّ عثمان؟ أما الآن قلت ذاك . لقد كا أوصلنا للرحم وأتقانا لله عز وجل)


■ وروى قول شرحبيل بن مسلم أن عثمان بن عفان كان يطعم الناس طعام الإمارة ويدخل إلى بيته فيأكل الخل والزيت


■وروى قول هانىء (مولى عثمان) قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة فلا تبكي وتبكي مِن هذا ؟ قال : إن ‏رسول الله ﷺ قال: (القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج فما بعده أشد منه) ورواه ابن ماجه في سننه.


■ وروى قول عبد الله الرومي قال (بلغني أن عثمان قال: لو أني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيهما يؤمر بي لاخترن أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيهمت أصير.


■وروى قول عاصم الأحول عن أبي عثمان أن غلام المغيرة بن شعبة تزوّج فأرسل إلى عثمان وهو أمير المؤمنين فلما جاء قال : أما إني صائم غير أني أحببت أن أجيب الدعوة وأدعو بالبركة.


■ وروى قول سليمان بن موسى أن عثمان بن عفان دعي إلى قوم كانوا على أمر قبيح فخرج إليهم فوجدهم قد تفرقوا ورأى أمراً قبيحاً فحمد الله إذ لم يصادفهم وأعتق رقبة.

رضي الله عنه وأرضاه



مواقف سيدنا عثمان في إنفاق المال


في كل نازلة أو حادثة مهمة يجد القارىء للسيرة النبوية فيض وإنفاق  سيدنا عثمان جوداً وكرماً قلّ نظيره : 


شراؤه بئر رُومة  

وجعلها سبيل للمسليمن وهي بئر شمال غرب المدينة النبوية كانت ليهودي وكانت الحادثة لمّا قدم المهاجرون المدينة 

روى النسائي رحمه الله قول سيدنا عثمان مخاطباً بعض الصحابة يوم الدار (فقالَ : أنشدُكُم باللَّهِ وبالإسلامِ ، هل تعلَمونَ أنَّ ‏رسول الله ﷺ قدمَ المدينةَ وليسَ بِها ماءٌ يستَعذِبُ غيرَ بئرِ رومةَ ، فقالَ : مَن يشتَري بئرَ رومةَ فيجعَلُ فيها دلوَهُ معَ دلاءِ المسلمينَ بخيرٍ لَهُ منها في الجنَّةِ . فاشتريتُها من صلبِ مالي فجعلتُ دلوى فيها معَ دلاءِ المسلِمينَ،) صحيح النسائي.


وقصة بئر رومة مشهورة جداً 

¤ قال ‏رسول الله ﷺ حين ضاق المسجد النبوي مَن يشتري بقعةَ آلِ فلانٍ فيزيدُها في المسجِدِ بخيرٍ لَهُ منها في الجنَّةِ؟

فاشتراها سيدنا عثمان من صلب ماله وكانت #توسعة_المسجد_النبوي في عهد النبوة  بمال سيدنا عثمان

صحيح النسائي 


¤ تجهيز جيش العسرة

سماها ربّنا عز وجل بساعة العسرة في كتابه العظيم وكانت هذه الغزوة بعيدة عن مركز المدينة(سبق تقديمها) وتدريباً على أنواع المشاق وامتحاناً قوياً للمسلمين ولم يكن للمسلمين ظهر لحمل الحشود  ولا ماء وافر ولا مؤن  تغطي ذلك الجيش الكثيف 

فقام ‏رسول الله ﷺ يحض على النفقة  فتسابق المسلمون لذلك وكان لسيدنا عثمان  موقف سارت به الأخبار مسير الشمس 

روى الترمذي (جاءَ عثمانُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بألفِ دينارٍ قالَ الحسَنُ بنُ واقعٍ : وفي موضعٍ آخرَ من كتابي ، في كمِّهِ حينَ جَهَّزَ جيشَ العُسرةِ فينثرَها في حجرِهِ . قالَ عبدُ الرَّحمنِ : فرأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقلِّبُها في حجرِهِ ويقولُ : ما ضرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ مرَّتينِ)


●وفي حلية الأولياء أن سيدنا عثمان جهّز الجيش بألف (٩٤٠ بعير و٦٠ فرساً) 

●وروى النسائي حديث سيدنا عثمان للصحابة يوم حصاره قال : فأنشدُكُم باللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ، هل تعلَمونَ أنَّ رسولَ اللَّهِ قالَ: مَن يُجَهِّزُ جيشَ العُسرةِ غفرَ اللَّهُ لَهُ؟ فجَهَّزتُهُم حتَّى ما يفقِدونَ عقالًا ولا خطامًا، قالوا: نعَم، قالَ: اللَّهمَّ اشهَدْ 


●وأخرج الترمذي والنسائي وأحمد لفظ سيدنا عثمان أنه جهّز نصف الجيش من ماله أي أنه جهّز خمسة عشر ألف مسلم من الجيش 


والأخبار في تجهيزه لجيش العسرة كما أسلفنا سارت سريان الشمس وفيها الكثير الكثير  في كتب أهل السُّنّة اخترنا لكم هذه فقط منها .




لمحة عامة على عبادة سيدنا عثمان


كان سيدنا عثمان من صفوة الصفوة المختارة من صحابة ‏رسول الله ﷺ فكان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجّد والإنفاق والجها د وصلة الرحم 


●روى ابن سعد في طبقاته( أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا هشام عن محمد بن سيرين أن عثمان كان يحيي الليل فيختم القرآن في ركعة)


●وروى ابن سعد بنفس الصفحة السابقة قول عطاء بن أبي رباح (عثمان صلى بالناس ثم قام خلف المقام _مقام سيدنا إبراهيم_  فجمع كتاب الله في ركعة كان وترةً فسميت البُتيراء)


●وروى أبو نعيم في حلية الأولياء قول رُهيمة جدة الزبير بن عبد الله مولى عثمان قالت(كان عثمان يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعةً من أوله)


●حج سيدنا عثمان كثيراً وحضر حجة الوداع مع ‏رسول الله ﷺ واقتفى فيها هديه ولازمه ونشر هدي النبي عليه السلام بين الناس أيام خلافته 

(روى البخاري ومسلم  عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ يزيدَ قال: حَجَجْنا مع ابنِ مَسعودٍ في خِلافةِ عُثمانَ، قال: فلمَّا وَقَفْنا بعَرَفةَ، قال: فلمَّا غابتِ الشَّمسُ قال ابنُ مَسعودٍ: لو أنَّ أميرَ المؤمنينَ أفاضَ الآنَ كان قد أصابَ_يعني السُّنّة_، قال: فلا أدْري كَلِمةُ ابنِ مَسعودٍ كانتْ أسرَعَ أو إفاضةُ عُثمانَ)


●روى ابن كثير وابن سعد قول عبد الرحمن بن عثمان التيمي حين سُئل عن صلاة سيدنا طلحة بن عُبيد الله فقال له ( إن شئتُ أخبرتُك عن صلاةِ عثمانَ رضي اللهُ عنه ، فقال : نعم ، قال : قلتُ : لأغلبنَّ اللَّيلةَ على الحجَرِ ، فقمتُ فلمَّا قمتُ إذا أنا برجلٍ مُقنَّعٌ يزحَمُني فنظرتُ فإذا عثمانُ بنُ عفَّانَ رضي اللهُ عنه فتأخَّرتُ عنه فصلَّى فإذا هو يسجُدُ سجودَ القرآنِ ، حتَّى إذا قلتُ : هذه هَوادي الفجرِ أوتَر بركعةٍ لم يُصِلِّ غيرَها)


راوياً للكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيهاً مجتهداً في بعض الأمور. 



استخلاف  سيدنا عثمان


اجتماع الشورى لاختيار خليفة للمسلمين وهنا التفاصيل نأخذها كما في البداية والنهاية . 


روى ابن كثير في كتابه :

فبعد أن تم دفن سيدنا عمر ، جمع سيدنا المقدادُ أهل الشورى وحدهم بمكان قيل في بيت سيدنا المسور بن مخرمة وقيل في غيره ،  وقام سيدنا أبو طلحة يحجبهم 

وجاء سيدنا عمرو بن العاص والمغيرة جلسا وراء الباب فحصبهم سعد بن أبي وقاص وطردهما وقال جئتما لتقولان حضرنا أمر الشورى ؟ رواه المدائني عن مشايخه والله أعلم بصحته

والمقصود أن القوم خلصوا من الناس في بيت يتشاورون في أمرهم فكثر القول وعلت الأصوات وقال أبو طلحة : إني كنت أظن أن تدافعوها ولم أكن أظن أن تنافسوها.

ثم صار الأمر بعد حضور طلحة إلى أن فوّض ثلاثة منهم مالهم في ذلك إلى ثلاثة

ففوّض الزبير ما يستحقه من الأمر إلى علي

وفوّض سعد ما يستحقه من الأمر إلى عبد الرحمن بن عوف 

وترك طلحة حقه إلى عثمان.

فبقي ثلاثة فقال عبد الرحمن بن عوف : أيكما يبرأ من هذا الأمر فنفوّض الأمر إليه والله عليه والإسلام ليولين أفضل الرجلين الباقيين ، فأسكت الشيخان علي وعثمان، فقال عبد الرحمن بن عوف : إني أترك حقي من ذلك والله عليّ والإسلام أن أجتهد فأولّي أولاكما بالحق، فقالا : نعم ،

ثم خاطب كل واحد منهما بما فيه من الفضل وأخذ عليه العهد والميثاق لئن ولّاه ليعدلن ولئن ولّى عليه ليسمعن وليطيعن ، فقال كل منهما نعم، ثم تفرقوا .


(ويروى أن أهل الشورى جعلوا الأمر إلى عبد الرحمن ليجتهد للمسلمين في أفضلهم ليوليه فيذكر أنه سأل من يمكنه سؤاله من أهل الشورى، وغيرهم فلا يشير إلا بعثمان، وقال لعثمان: أرأيت إن لم أولك بمن تشير به؟ قال: بعلي بن أبي طالب والظاهر أن هذا كان قبل أن ينحصر الأمر في ثلاثة، وينخلع عبد الرحمن منها لينظر الأفضل

، ثم نهض عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يستشير الناس فيهما ويجمع رأي المسلمين برأي رؤوس الناس وأقيادهم جميعاً وأشتاتاً، مثنى وفرادى، ومجتمعين سراً وجهراً حتى خلص إلى النساء المخدرات في حجابهن، 

وحتى سأل الولدان في المكاتب، وحتى سأل من يرد من الركبان والأعراب إلى المدينة في مدة ثلاثة أيام بلياليها،

 فلم يجد اثنين يختلفان في تقديم عثمان بن عفان فسعى في ذلك عبد الرحمن ثلاثة أيام بلياليها لا يغتمض بكثير نوم إلا صلاة ودعاء واستخارة وسؤالاً من ذوي الرأي عنهم، فلم يجد أحداً يعدل بعثمان بن عفان رضي الله عنه


 فلما كانت الليلة يسفر صباحها عن اليوم الرابع من موت عمر بن الخطاب، جاء إلى منزل ابن أخته المسور بن مخرمة وأمره أن ينادي له علياً وعثمان رضي الله عنهما فناداهما فحضرا إلى عبد الرحمن فأخبرهما أنه سأل الناس فلم يجدا أحداً يعدل بهما أحداً ثم أخذ العهد على كل منهما أيضاً لئن ولاه ليعدلن، ولئن ولي عليه ليسمعن وليطعن، ثم خرج بهما إلى المسجد وقد لبس عبد الرحمن العمامة التي عممه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقلد سيفاً، 


وبعث إلى وجوه الناس من المهاجرين والأنصار، ونودي في الناس عامة الصلاة جامعة فامتلأ المسجد بالناس حتى غص بالناس، وتراص الناس وتراصوا حتى لم يبق لعثمان موضع يجلس فيه إلا في أخريات الناس – وكان رجلاً حيياً رضي الله عنه – ثم صعد عبد الرحمن بن عوف منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف وقوفاً طويلاً ودعا دعاء طويلاً لم يسمعه الناس

 ثم تكلم فقال: أيها الناس إني سألتكم سراً وجهراً عن إمامكم فلم أجدكم تعدلون بأحد هذين الرجلين إما علي، وإما عثمان فقم إلي يا علي، فقام إليه فوقف تحت المنبر فأخذ عبد الرحمن بيده فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم لا. ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي قال: فأرسل يده وقال: قم إلي يا عثمان، فأخذ بيده وقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم نعم قال: فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان وقال: اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم إني قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان قال: وازدحم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه تحت المنبر قال: فقعد عبد الرحمن مقعد النبي صلى الله عليه وسلم وأجلس عثمان تحته على الدرجة الثانية، وجاء إليه الناس يبايعونه، وبايعه علي بن أبي طالب أولاً، ويقال ثانياً) 


وما يذكره كثير من المؤرخين كابن جرير وغيره عن رجال لا يُعرفون   (أن علياً تلكأ  وقال لعبد الرحمن بن عوف خدعتني ووليته لأنه صهرك وليشاورك كل يوم في شأنه ، فقال: عبد الرحمن: فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )_الفتح_

 (فرجع علي يشق الناس حتى بايع وهو يقول: خدعة وأيما خدعة) 

إلى غير ذلك من الأخبار المخالفة لما ثبت في الصحاح فهي مردودة على قائلها وناقليها والله أعلم.

والمظنون بالصحابة خلاف ما يتوهم كثير من الر ا فضة وأغبياء القصاص الذين لا تميّز عندهم بين صحيح الأخبار وضعيفها ومستقيمها وسقيمها ومبادها وقويمها، والله الموفق للصواب

انتهى كلامه_ابن كثير_رحمه الله


وعلى هذا قد تمت البيعة لسيدنا عثمان بالأجماع ولم يتخلّف عنها أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  وكما قال ابن كثير وغيره  لا نهتم لأصحاب القصص الملتوية التي تخالف الصحاح من رواة أهل السنة والجماعة


بدايةً خطبة سيدنا عثمان الأولى و قضاءه في مسألة سيدنا عبيد الله بن عمر بن الخطاب وذلك بعد أن قتلَ أبو لؤلؤة (قاتل سيدنا عمر) والهرمزان وجفينة  : 


 الساعات الأولى بعد استخلاف سيدنا عثمان

اختلف علماء السير في اليوم الذي بُويع فيه سيدنا عثمان 

وكانت فوارق اختلافهم أيام قليلة

وقد ساق ابن كثير رحمه الله أقوال العلماء في هذا الشأن وتابع قوله إلى أن ذكر رواية سيف بن عمر عن عامر الشعبي أنه قال:

اجتمع أهل الشورى على عثمان لثلاث خلون من محرم سنة أربع وعشرين ، وقد دخل وقت صلاة العصر وأذن مؤذن سيدنا صهيب ، فخرج سيدنا عثمان فصلى بهم صلاة العصر ، وكان قد بايعه بقية الناس بعد صلاة الظهر التي صلاها بالناس صهيب كما أوضح ذلك ابن كثير.


خطبته الأولى

فروى سيف بن عمر عن بدر بن عثمان عن عمه قال : لمّا بايع أهل الشورى عثمان خرج وهو أشدّهم كآبة فأتى منبر ‏رسول الله ﷺ فخطب الناس وحمد الله وأثنى عليه وصلى على ‏رسول الله ﷺ  وقال : 

‏إنكم في دار قلعة وفي بقية أعمار فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه فلقد أتيتم صُبّحتهم أو مُسيّتم‏.‏ ألا وإن الدنيا طويت على الغرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم باللَّه الغرور‏.‏ اعتبروا بمن مضى‏.‏ ثم جدوا ولا تغفلوا، فإنه لا يغفل عنكم‏.‏ أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلًا‏؟‏ ألم تلفظهم‏؟‏ ارموا بالدنيا حيث رمى اللَّه بها، واطلبوا الآخرة فإن اللَّه قد ضرب لها مثلًا والذي هو خير فقال‏:‏ ‏{‏وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا○الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }

تنويه  قال ابن كثير :

وهذه الخطبة أما بعد صلاة العصر أو بعد الزوال 

ومايذكره بعض الناس من أن عثمان لما خطب أول خطبة

ارتُج عليه فلم يدر ما يقول ، حتى قال : أيها الناس ، إن أول مركب صعب ،وإن أعش فستأتيكم الخطبة على وجهها .

فهو شيئ يذكره صاحب " العقد " وغيره ممن يذكر طُرف الفوائد ،

ولكن لم أر هذا بإسناد تسكن النفس إليه ، والله أعلم .


قضية عبيد الله بن عمر


فإنه كان قد وصل إليه من عبد الرحمن بن أبي بكر (عند ابن الأثير) أنه شاهد الهرمزان وأبو لؤلؤة ورجلاً آخر قد كانوا مجتمعين ليلة مقتل سيدنا عمر ولمّا رأوا عبد الرحمن بن أبي بكر تفرقوا وسقط منه خنجر ذو رأسين،

فذهب عبيد الله بن عمر فقتل أبو لؤلؤة وقتل الهرمزان وجفينة(رجل نصراني) 

فأمر سيدنا عمرُ بحبسه حتى ينظر في أمره الخليفة من بعده (ابن كثير) وقيل أن سيدنا سعد قد حبسه كما عند( الكامل).

فلمّا ولّي سيدنا عثمان سأل الناس عن أمره :  فقال سيدنا علي : ما من العدل تركه وأمر بقتله . وقال بعض المهاجرين: يُقتل أبوه أمس وهو اليوم ؟!! 

فقال سيدنا عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين قد برأك الله من ذلك قضية لم تكن في أيامك فدعك منها .

فودّى سيدنا عثمانُ أولئك القتلى من ماله الخاص.لأن أمرهم إليه ولا وارث لهم إلا بيت المال والإمام يرى الأصلح في ذلك ، وخلى سبيل عبيد الله بن عمر .

وكانت هذه أول قضية في خلافة سيدنا عثمان




 لمحة عامة على كتب سيدنا عثمان 


بدايةً فقد عزل سيدنا عثمان المغيرة بن شعبة عن الكوفة (وكان بالمدينة حينها) واستعمل سيدنا سعد بن أبي وقاص عليها بوصية سيدنا عمر عمر فإنه قال‏:‏ 

(أوصي الخليفة بعدي أن يستعمل سعدًا فإني لم أعزله عن سوء ولا خيانة) 

فكان أول عامل بعثه سيدنا عثمان فعمل عليها سعدٌ سنة وبعض أخرى  وهذه الرواية لابن كثير لقول ابن جرير 

وروى ابن كثير في كتابه قول الواقدي:‏ بل أقر عثمان عمال عمر جميعهم سنة لأن عمر أوصى بذلك ثم عزل المغيرة بعد سنة واستعمل سعدًا فعلى هذا القول تكون إمارة سعد سنة وخمس وعشرين‏.‏ 

أما كتبه فقد أوردها ابن كثير بالصيغة العامة بدون تفصيل وقيل أن التفصيل فيها على هذا الشكل كما عند  الطبري رحمه الله:


●أول كتاب كتبه سيدنا عثمان إلى جميع ولاته: "أما بعد، فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاة، ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباة، وإن صدر هذه الأمة خلقوا رعاة، ولم يخلقوا جباة، وليوشكن أن يصيروا جباة، ولا يكونوا رعاة، فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء، ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين فيما عليهم فتعطوهم ما لهم، وتأخذوهم بما عليهم، ثم تثنوا بالذمة، فتعطوهم الذي لهم   وتأخذوهم بالذي عليهم، ثم العدو الذي تنتابون فاستفتحوا عليهم بالوفاء".


●وكان أول كتاب كتبه إلى قادة الجنود: "أما بعد، فإنكم حماة المسلمين، وقد وضع لكم عمر ما لم يغب عنا، بل كان على ملأ منا، ولا يبلغني عن أحد منكم تغيير ولا تبديل فيغير الله بكم ويستبدلكم غيركم، فانظروا كيف تكونون، فإني أنظر فيما ألزمني الله النظر فيه والقيام عليه".


●وكان أول كتاب كتبه إلى عمال الخراج: "أما بعد، فإن الله خلق بالحق فلا يقبل إلا بالحق، خذوا الحق وأعطوا الحق به، والأمانة قوموا عليها ولا تكونوا أول من يسلبها، فتكونوا شركاء من بعدكم إلى ما اكتسبتم، والوفاء الوفاء لا تظلموا اليتيم ولا المعاهد؛ فإن الله خَصْمٌ لمن ظلمهم".


● وكتاب إلى العامَّة: "أما بعد، فإنكم إنما بلغتم بالاقتداء والاتباع، فلا تلفتنكم الدنيا عن أمركم، فإن أمر هذه صائر إلى الابتداع بعد اجتماع ثلاث فيكم: تكامل النعم، وبلوغ أولادكم من السبايا، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن، فإن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: الْكُفْرُ فِي الْعُجْمَةِ، فَإِذَا اسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمِ أَمْرٌ تَكَلَّفُوا وَابْتَدَعُوا".


عن الكاتب

الكاتب

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد