ألتمسوا الرضاعة للرسولﷺ في البادية بعيداً عن حواضر المدن وذلك لأمرين لللابتعاد عن الأمراض في الحواضر وهناك تقوى أجسامهم وتشتد أعصابهم لما في هواء البادية من الصفاء والابتعاد عن عفونات المدن وحتى يتقنون اللسان العربي في مهدهم عن البدو وهم أجهر صوتاً وأسلس عبارة.
واختاروا للنبي امرأة من بني سعد بن بكر من هوازن (بادية مكة) واسمها حليمة السعدية ، نورد قصتها العجيبة بمقال منفصل فأقام فيهم قرابة ٤ سنوات ثم ردته إلى أمه فأقام معها بمكة.
عجائب قصة حليمة السعدية وإرضاعها النبي عليه السلام
وكانت عادة آمنة أم النبي أن تزور قبر زوجها كل سنة ومعها عبد المطلب فلما كانت السنة السادسة من عمر النبي توفيت أثر مرض أصابها بطريق عودتها ودُفنت بالأبواء بين مكة والمدينة وعاد عبد المطلب بحفيده وكان يحبه حباً جماً.
قال ابن هشام
كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة فكان بنوه يجلسون حول الفراش فلا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له فكان رسول الله صل الله عليه وسلم يأتي وهو غلام يجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه فيقول لهم عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم دعوا ابني هذا فوالله إن له لشأناً ثم يجلسه معه على فراشه ويسمح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع.
ولثمان سنوات من عمره توفي جده عبد المطلب بمكة وأوصى به قبل وفاته إلى أبي طالب عمه شقيق أبيه وبعدها بفترة خرج أبو طالب إلى الشام تاجراً وأخرج النبي معه حتى وصلا بصرى وهي معدودة من الشام وقصبة حوران وكانت بذلك الوقت للبلاد العربية التي تحت حكم الرومان وحينها شاهده الراهب بحيرا الذي أشار على أبو طالب أن يرجع به خوفاً من عدو يتربص وأخبره أن له شأناً ورجع أبو طالب مكة وأطبق على الحادثة.