صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

فتح بيت المقدس ولقاء أرطبون العرب بأرطبون الروم وتفاصيل

نستعرض في هذا المقال لقاء أرطبون العرب وخديعته لأطبون الروم  قُبيل وقعة أجنادين ، فبعد أن كتب سيدنا عمر إلى يزيد بن أبي سفيان أن يرسل أخيه معاوية إلى قيسارية وكتب لمعاوية بذلك إيضاً  سار  معاوية فحصر أهلها وأخذوا يزاحفونه ويردهم إلى حصنهم فقتل منهم ما يقارب ثمانين ألفاً وأتمها إلى مئة ألف بعد فتحها وغلبته عليهم.


فتح بيت المقدس  ولقاء أرطبون العرب بأرطبون الروم وتفاصيل


وكان  سيدنا علقمة بن مُجزّز قد حصر القيقار في غزة وجعل يراسله  فلم يشفه الرسل بما يُريد فذهب بنفسه إلى القيقار بهيئة رسول علقمة ، فأمر القيقار برجل يقتله أثناء عودته ففطن علقمة وقال له أن معي رجالاً يشركونني في الرأي فانطلق فآتيك بهم  فعزف عن قتله  طمعاً بقتل أصحابه فخرج علقمة ولم يعد( فعل مثل ما فعل سيدنا عمرو بن العاص مع أرطبون الروم الوارد ذكرها بالشطر الثاني من المقال  ).


وبعد فتح بيسان سار سيدنا عمرو بن العاص و سيدنا شرحبيل  إلى أرطبون الروم وهو بأجنادين واستخلف على الأردن أبا الأعور.


وكان أرطبون الروم أدهى أهل الروم وأبعدها غوراً فجعل في إيلياء جنداً كثيفاً وجعل في الرملة جنداً كذلك ، فلما بلغ ذلك سيدنا عمر بن الخطاب قال:


(لقد رمينا أرطبون الروم  بأرطبون العرب فانظروا عمَّ تنفرج)


وكان سيدنا معاوية قد شغل أهل قيسارية عن عمرو وجعل سيدنا عمروُ علقمةَ بن حكيم ومسروق بن فلان على من في  إيلياء ،وأبو أيوب المالكي شغل من في الرملة فشغلاهم عنه.


وأقام سيدنا عمرو بن العاص على أجنادين وأرطبونها فلا يشفيه الرسل ولا يقدر معه على شيء ، فذهب سيدنا عمرو إليه بهيئة رسول ففطن له الأرطبون وشكّ بأمره ، فأمر من يقتله حين عودته فعرف ذلك سيدنا عمرو فقال له : 


((قد سمعت مني وسمعت منك وقد وقع قولك مني موقعاً ، وأنا واحداً من عشرة بعثني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب  لنساعد هذا الوالي فارجع فآتيك بهم فإن رأوا الذي عرضت عليّ الآن فقد رآه الأمير والعسكر وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم  ))


فقال الأرطبون نعم فردّ الرجل الذين أمره بقتله. 


وخرج سيدنا عمرو من عنده فعرف الأرطبون أنها خدعة فقال : هذا أدهى الخلق !!  (كما جاءت عند ابن الأثير رحمه الله في الكامل)


وبلغت خديعته إلى سيدنا عمر فقال لله در عمرو  ، وعرف عمرو مأخذه فاقتتلوا بأجنادين قتالاً شديداً كقتال اليرموك ، وكثرت القتلى بينهم ، فهرب الأرطبون إلى إيلياء ، ونزل سيدنا عمرو بن العاص بأجنادين  وكان قد فرج المسلمون عن بيت المقدس حتى دخل الأرطبون إلى إيلياء وأزاح المسلمون عنه إلى عمرو.



فتح بيت المقدس

وهو إيلياء وقدوم سيدنا عمر بن الخطاب إلى الشام .

فبعد دخول أرطبون الروم إيلياء فتح سيدنا عمرو بن العاص غزة وقيل كان فتح غزة في خلافة سيدنا أبو بكر ، وفتح بعدها سبسطية (وفيها قبر سيدنا يحيى بن زكريا عليه السلام) وفتح نابلس على الجزية وفتح مدينة لُدّ ويُبنى وعمواس وبيت جبرين ويافا ، وقيل فتحها سيدنا معاوية ، وفتح رفح أيضاً.



ولمّا تم لسيدنا عمرو بن العاص ذلك أرسل رسولاً إلى أرطبون يتكلم الرومية ، ومعه كتاباً فقدم الرسول وكان أرطبون مع وزراءه فقال : والله لا يفتح عمرو بعد أجنادين من فلسطين شيئاً ، فقالوا وما أدراك؟ قال: صاحبها رجلٌ صفته كذا وكذا .


وذكر صفة سيدنا عمر ، فرجع الرسول فأخبر عمرو الخبر فبعث سيدنا عمرو  كتاباً إلى سيدنا عمر  يقول : إني أعالج عدواً شديداً وبلاداً ، قد ادخّرت لك، فرأيك . فعلم سيدنا عمر أن عمراً لم يقل ذلك إلا بشيءٍ سمعه .فسار من المدينة نحوه.


وقيل أنه سار بعد أن اشترط أهل بيت المقدس أن يكون سيدنا عمر هو المتولّي لعقد الصلح معهم  فكُتب له بذلك فسار إلى الشام واستخلف عليها سيدنا علي بن أبي طالب.


وقد قال سيدنا  عمر - ردًّا على مَن رفضوا خروجه إلى المقدس -: أُبَادِر بالجهاد قبل موت العباس، إنكم لو فقدتُم العباس لانتقض بكم الشرُّ كما ينتقض الحبل، فمات العباس لست سنين من خلافة عثمان، فانتقض بالناس الشر.


وكتب عمر إلى أمراء الأجناد أن يُوافُوه بالجابية ليومٍ سمَّاه لهم في المجرَّدة، ويستخلفوا على أعمالهم، فلقوه حيث رُفِعت لهم الجابية، فكان أول مَن لقيه يزيد بن أبي سفيان، وأبو عبيدة، ثم خالد على الخيول، عليهم الديباج والحرير، فنزل وأخذ الحجارة ورماهم بها، وقال: ما أسرع ما رجعتم عن رأيكم! إياي تستقبلون في هذا الزيِّ وإنما شبعتم مذ سنتينِ! وبالله لو فعلتُم هذا على رأس المائتين لاستبدلتُ بكم غيرَكم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنها يلامقة، وإن علينا السلاح، قال: فنعم إذًا.


ولما قدم عمر الجابية قال له رجل من اليهود: يا أمير المؤمنين، إنك لا ترجع إلى بلادك حتى يفتح الله عليك إيلياء.


وكانوا قد شجوا عمراً وأشجاهم ولم يقدروا عليها ولا على الرملة.


فبينما سيدنا عمر في معسكر الجابية فزع الناس إلى السلاح بعد أن رأوا بارقة ، فقال لهم ما بكم ؟ قالوا ألا ترى بريق السيوف،  فقال سيدنا عمر مستأمنة فلا تراعوا، فأمنوهم وإذ أهل إيلياء وحيزها فصالحهم على الجزية  وفتحوها له.


وكان الذي صالحه العوام لأن أرطبون والتذارق كان قد ذهب إلى مصر  بعد أن قدم سيدنا عمر. 


فاخذا  كتابه على إيلياء وحيزها والرملة وحيزها، وشهد ذلك اليهودي الصلح فأخذ سيدنا عمر يسأله عن الدجّال وكان كثير السؤال عنه .


فقال ما مسألتك عنه يا أمير المؤمنين ؟ أنتم والله تقتلونه دون باب لُدّ ببضع عشرة ذراعاً .


وأرسل سيدنا عمر لهم بالأمان وجعل علقمة بن حكيم على نصف فلسطين وجعل علقمة بن مُجزّز على نصفها الآخر، وضم عمراً وشرحبيل إليه بالجابية .


ثم سار إلى بيت المقدس من الجابية على فرسه فرأى به عرجاً فنزل عنه وأُتي ببرذون (غير العربي من الخيل والبغال) فجعل يتجلجل به فنزل عنه وضربه بوجهه وقال لا أعلم من علّمك هذه الخيلاء ! ثم لم يركب برذوناً قبله ولا بعده.


وفُتحت إيلياء وأهلها على يديه ولحق من أبى الصلح بأرطبون  إلى مصر.


فلما فتح المسلمون مصر (وسيأتي ذكرها) قُتل الأرطبون وقيل لحق بالروم.


وسار سيدنا عمر إلى كنيسة القيامة ولم يصل بداخلها بل صلى على بابها منفرداً خشية أن يأخذها المسلمون بعده ويقولون هنا صلى سيدنا عمر.


ثم قال لأحد البطارقة أرني موضعاً أبني فيه مسجداً فقال على الصخرة التي كلم الله عز وجل عليها يعقوب عليه السلام  فوجد فيها ردماً كثيراً فشرع في إزالته وتناوله بيده ويرفعه بثوبه واقتدى به المسلمون كافة فزال لحينه ، وأمر ببناء المسجد،  رضي الله عنه وأرضاه. 




عن الكاتب

صُحبة الأجداد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد