ومن الأعمال الحربية لرسول الله ﷺ أيضاً.
ففي جمادى الاولى خرج حتى نزل العشيرة (وادي قرب مكة من جهة قديد ) فأقام بها الشهر كاملاً وليالي من جمادى الثانية ووادع فيها بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة ثم عاد للمدينة ولم يلق كيداً. وخلال مقامه بالعشيرة أرسل سعد بن أبي وقاص مع ثمانية رهط من المهاجرين إلى وادي خرار قرب ينبع (ارض من الحجاز) ثم عاد ولم يلق كيداً.
كيف نزلت آية القتال في الأشهر الحرم ؟؟
أقام النبي بالمدينة بعد عودته قليلاً فعلم أن "كرز بن جابر الفهري" أغار على مسرح المدينة فخرج في طلبه حتى بلغ وادي يقال له سفوان من ناحية بدر فلم يدركه فعاد.
وفي مقامه هذا أرسل عبد الله بن جحش مع رهط من المهاجرين بأمر (غير مفتوح) وأمره أن يفتحه بعد مسيره يومين فلما فتحه وجد فيه [ إذا نظرت كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم].
فوصل منطقة نخلة فمرت عير لقريش فيها عمرو بن الحضرمي حليف قريش فأتمر بها عبد الله (ولم يكن هذا ما بعثه به) وصمموا على أخذ العير وكان ذلك آخر يوم من رجب (شهر حرام) .
فرمى أحدهم عمرو بسهم فقتله واستأسر أثنان وهرب الرابع ، فاخذوا العير والأسرى وقدموا بها المدينة .
فلما رأى رسول الله ﷺ الأمر استاء منهم وقال ما أمرتكم بقتال في الأشهر الحرم . فلما علمت قريش قالوا: قد استحل محمد وأصحابه الحرام وسفكوا الدم الحرام واسروا فيه الرجال وأخذوا فيه الأموال.
ولما كثر الكلام في ذلك نزل الوحي بقول الله عز وجل (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ )
فما نزل القرآن بذلك وفرّج الله عن المسلمين ما كانوا به من الخوف وقبض عليه السلام الأسيرين والعير وردها قريش بعد دفع فديتهما.