صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

حرب المسلمين الإعلامية بعد معركة أحد وتعليق مهم

بعد دفن المسلمون لقتلاهم بعد معركة أحد (المقال السابق) ، انصرف النبي راجعاً إلى المدينة فلقيته في الطريق حمنة بنت جحش فنعى إليها أخاها عبد الله بن جحش فاسترجعت واستغفرت ثم نعى لها خالها الحمزة فاسترجعت واستغفرت ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولولت فقال عليه السلام إن زوج المرأة منها لبمكان (راجع الحديث).

حرب المسلمين الإعلامية بعد معركة أحد وتعليق مهم


ومرّ بامرأة من الأنصار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها فلما نُعوا لها قالت: فما فعل رسول الله؟ قالوا :خيراً يا أم فلان فهو بحمد الله بخير كما تحبين ، قالت أرونيه حتى أنظر إليه؟ فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل (تريد بأنها مصيبة صغيرة).

وبعد ذلك بيوم  أذن مؤذن ‏رسول الله ﷺأ أنه يطلب العدو، وأذن مؤذنه أن لا يخرج معنا إلا من حضر يومنا بالأمس وذلك ليرهب قريشاً وليبلغهم أنه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم وخرجوا بما هم عليه من التعب والجراح حتى بلغوا حمراء الأسد وهي بعيدة عن المدينة 8 أميال فأقام بها ثلاثة أيام.


لا يُلدغ مؤمن من جحرٍ مرتين

وقد مرَّ بالنبي عليه السلام رجل اسمه معبد بن أبي معبد الخزاعي وقد كانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح للمسلمين بتهامة صفقهم معه لا يخفون عنه شيئاً كان بها ومعبد يومئذ مشرك، فقال: يا محمد والله لقد عزّ علينا ما أصابك في أصحابك ولوددنا أن الله عافاك فيهم ثم تركه بحمراء الأسد.

وسار معبد الخزاعي حتى لقي أبا سفيان وأصحابه بالروحاء وقد أجمعوا الرجعة لقتال المسلمين واستأصالهم والكرّة عليهم فلما رأى أبو سفيان معبداً قال له: ما وراءك يا معبد؟؟

قال وراءي محمداً قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أرَ مثله قط يتحرّقون عليكم تحرّقاً وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم وندموا على ما ضيعوا ، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط قال: ويحك ما تقول والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه. 

(والظاهر أن القوم كان عندهم شيء من الحذر لأنهم كانوا يعلمون أن كثيراً من الأنصار تخلف عنه بالمدينة وقالوا بأنفسهم قتلنا أصحابهم وهؤلاء سيثأرون لهم  واكتفوا بما أصابوا من الدماء التي رأوها سائلة في وادي أحد كما والقتلى من المسلمين تقارب عديد قتلى بدر فاشتفت أنفسهم.)

وعند انصراف النبي عليه السلام من حمراء الأسد ظفر بأبي عزة الجمحي (المقال السابق موضح فيه صنيع أبي عزة الجمحي ) و كان النبي عليه السلام قد منّ عليه يوم بدر  فقال الجمحي: أقلني يا محمد ، فقال عليه السلام: والله لا تمسح عارضيك مكة بعدها تقول خدعت محمداً مرتين ، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ثم أمر بضرب عنقه 

عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين))؛ رواه الشيخان

هذا والذين استشهدوا بأحد من المسلمين (70) رجلاً 4 من المهاجرين وباقيهم من الأنصار وعدد قتلى المشركين 22 رجلاً.

أنزل الله عز وجل في هذا اليوم ستين آية من القرآن في سورة آل عمران وجمعت هذه الآيات: 

  • تعزية للمسلمين بما آصابهم. 
  • وصفة الصبر وعلو النفس لا يتبين أثرها إلا عند النكبات. 
  • وتوبيخ لهم بألطف إشارة على ما كان من ضعفهم حين أشيع أن محمداً قتل. 
  • وتبيان الأسباب الحقيقة لما كان يوم أحد وما كان منهم حين الإنصراف من الموقعة. 
  • وكيف كان يدعوهم للثبات والصبر. 
  • والتنديد بالمنافقين الذين شمتوا بالمسلمين. 
  • وإعلان العفو عن المنهزمين. 
  • والثناء على شهداء الموقعة والإخبار أنهم (أحياء عند ربهم يرزقون....).
  • وأخيراً أشار إلى ما كان من خروجهم ثاني يوم أحد بعد أن أصابهم القرح ووعد الذين أحسنوا منهم واتقوا أجراً عظيماً.


وقد قيل في هذه الموقعة كثير من الشعر العربي قالته قريش والمسلمين ونقله ابن هشام في سيرته. 



عن الكاتب

صُحبة الأجداد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد