تفاصيل غزوة تبوك بشكل مختصر ومفهوم
أقام عليه السلام في المدينة إلى رجب من السنة التاسعة وأمرهم أن يتجهزوا لغزو الروم الذين سبقت منهم وقعة زيد بن حارثة في مؤتة ويسمى هذا الجيش بجيش العسرة.
حيث كان التجهيز له في أوقات الحر الشديد وزمن عسرة على الناس وقد طابت الثمار والناس تحب المقام في ثمارهم وظلالها ، فتجهّز الناس وأنفق الكرام وقد تخلّف البعض ، وبينهم الثلاثة الذين ورد ذكرهم في كتاب الله عز وجل وقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.
هذا وكان في طريقهم مدائن سيدنا صالح عليه السلام وقد أمر عليه السلام المسلمين أن يسرعوا من عندها.
ولمّا وصل تبوك جاءه (يحنة بن رؤية) صاحب أيلة وأعطاه الجزية وجاءه أهل جرباء وأهل أذرح فأعطوه الجزية.
ثم بعث رسول الله ﷺ سيدنا خالد بن الوليد وهو بتبوك إلى أكيدر دومة فذهب إليه وأسره وجاء به إلى النبي عليه السلام ثم حقن دمه وصالحه على الجزيرة ثم أطلقه.
وأقام المسلمون بتبوك بضع عشر ليلة وكان الروم قدّ دب الرعب فيهم ولم يجرؤوا على مواجهة المسلمين وفروا هاربين ودخلت حلفاءهم تحت الجزية.
وقد قصّ الله عز وجل حديث هذه الغزوة في سورة التوبة ، وتم فضح المنافقين فيها والتوبة على الثلاثة الذين ضاقت عليهم الأرض وقد قاسى المسلمين أثناء المسير لتبوك الكثير الكثير حتى أكلوا ورق الشجر وشربوا الماء الذي في بطون إبلهم وكانت هذه الغزوة آخر مرة خرج بها رسول الله ﷺ محارباً.
قال تعالى:
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . سورة التوبة.