مما زاد العبىء ثقلاً وشدة على رسول الله ﷺ أنه ابتدىء في مكة وكما أوضحنا بمقال سابق هي مركز دين العرب وبها سدنة الكعبة والقوّام على الأوثان والأصنام المقدسة عند سائر العرب فالوصول المقصود يزداد عسراً وشدة عما لو كان بعيداً عنها فالأمر يحتاج عزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث.
كان من الحكمة تلقاء ذلك أن تكون الدعوة للدين في بدء أمرها سرية لئلا يفاجئ أهل مكة بما يهيّجهم دعوة الأفراد فكان يدعو كل من يتوسم به خيراً ممن يعرفهم ويعرفونه ، يعرفهم بحب الحق ويعرفونه بتحري الصدق فأجابه من هؤلاء جمع سماهم التاريخ الإسلامي السابقين الأولين.
وفي مقدمتهم [خديجة وزيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي و علي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة التيمي ودعا أبو بكر نفراً يعرفهم وقد كان محبوباً فأجابه عثمان بن عفان الأموي والزبير بن العوام الأسدي وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله ثم تلاهم ابو عبيدة عامر بن الجراح وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب المطلبي وسعيد بن زيد العدوي وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية وغيرهم ] .
وأولئك هم السابقون الأولون وهم من جميع بطون قريش وكانوا يجتمعون في دار الأرقم بمكة ويرشدهم النبي إلى الدين مستخفياً لأن الدعوة كانت فردية واستمرت ثلاث سنين أجابه من خلالها جماعة لهم شأن ومعهم غيرهم من المستضعفين.
يمكنكم الإطلاع على مقالاتنا الأخرى
- وأد البنات عند العرب وكيف كانوا يعاملون أبنائهم
- تفرعات قريش لمحة عامة
- تجارة وصناعة العرب قبل الإسلام
- حالة العرب الإجتماعية قبل الإسلام الرجل في أهله
- كيف كانت اللغة والكتابة عند العرب قديماً
- الأخلاق العربية خلق العرب وبعض تصرفاتهم القديمة
- العلوم التي أهتم بها العرب قديماً والوضع السياسي العام لهم
- دين العرب قبل المبعث النبوي
- بداية التماس الرضاعة للنبي عليه السلام
- تسيمة رسول الله ﷺ باسم محمد وذكر وفاة ابيه عبد الله
- قريش ومكة ومحاربة جرهم وتفاصيل عديدة
- ما هو سبب المعارك والخلافات بين العرب قديماً