كيف كانت الصلاة على رسول اللهﷺ حين وفاته؟
وفي يوم الحج من السنة العاشرة من الهجرة قبل وفاة النبي عليه السلام بثلاث أشهر حيث أُنزل عليه قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.. ) وكانت آيات القرآن الكريم قد رُتبت وسوره قد تمت. وكان من أصحابه من يحفظه ومنهم من يحفظ بعضه .
مرض الرسول
وفي أواخر صفر من السنة الحادية عشر للهجرة ابتدأ عليه السلام بشكواه وكان مرضه الحمّى فاستأذن نساءه أن يمكث في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فأُذن له ولما رأى شدة المرض صعد المنبر وقال وصايا عديدة من ضمنها:
( يا معشر المهاجرين ، استوصوا بالأنصار خيراً ، فإن الناس يزيدون ، وإن الأنصار على هيئتها لا تزيد ، وأنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها ، فأحسنوا إلى محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم) ، ثم أمر أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه أن يصلي بالناس.
وفاته عليه السلام
ولما كان يوم الأثنين 13 ربيع الأول لحق عليه السلام بالرفيق الأعلى وقد أعلن الصحابة بوفاته وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت وتلا قوله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).
تجهيزه والصلاة عليه
وبعد إجتماع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لتقرير من يخلفه وبعد قراراهم التي سيأتي تفصيله في مقالة الخلافة وبيعة أبو بكر يوم السقيفة سقيفة بني ساعدة.
أقبلوا على جهازه يوم الثلاثاء وغسلوه بقميصه وكفنوه في ثلاث أثواب ووضع على سريره فصلى عليه الناس فراداً ، الرجال ثم النساء ثم الصبيان وقد انتهوا من الصلاة وسط ليلة الأربعاء وكان قد صُنع له لحد في الموضع الذي مات فيه في حجرة عائشة من الجهة الشمالية الشرقية من مسجده ودفن فيها عليه السلام.