بدايةً ما هي الأسباب التي كانت مقدمة لفتح مكة
الذي حدث أن بطون من خزاعة دخلت بعهد مع المسلمين كما أسلفنا و بكر دخلت بعهد مع قريش ، وقد كان بينهم دماء منذ الجاهلية فلما كانت الهدنة قررت بني الديل من بكر أن تصيب ثأراً لها من خزاعة فخرجوا لذلك وقد اعطتهم قريش سلاحاً وخرج من قريش نفر بأنفسهم يساعدون حلفائهم.
على إثر ذلك قدم بعض وجهاء خزاعة إلى رسول الله ﷺ واخبروه شعراً وغيره عما حصل من نقض قريش للهدنة ، فلمّا أحست قريش قرر أبو سفيان القدوم للمدينة لتثبيت العهد وتمديده فلم ينجح وكان مجيئه أثبت أنهم نقضوا الهدنة.
التفاصيل
فأمر عليه السلام المسلمين بالتجهز لغزو مكة وكان عددهم 10 آلاف وذلك في رمضان السنة السابعة.
فساروا حتى نزلوا بمنطقة مر الظهران قرب مكة ، كانت قريش تحسّ أن هناك أمر سيفعله المسلمون لكن عميت عليها الأخبار وكان نفراً من قريش معهم أبو سفيان قد خرجوا يتحسسون الأخبار فظفر بهم جنود المسلمين ، فلقي أبو سفيان العباس بن عبد المطلب وسار به سيراً حثيثاً ليستأمن له رسول الله ﷺ وقد خاف أن يلقاه من يبغضه فيقتله ، فلمّا وصل به إلى خيمة النبي عليه السلام وجد سيدنا عمر يريد أن يقتله فقال العباس: يا رسول الله قد أمنته فقال له اذهب به إلى رحلك وأتني به عند الصباح.
فغدا به صباحاً فقال رسول الله ﷺ: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ فقال أبو سفيان بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأوصلك وأكرمك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله آخر لقد أغنى عني شيئاً، فقال عليه السلام ويحك ألم تعلم بعد إني رسول الله؟
قال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأوصلك وأكرمك أما هذه فإن في النفس منها حتى الآن شيئاً.
وبعد حوار وكلام أسلم أبو سفيان ونطق شهادة الحق فقال العباس : يا رسول الله أن أبا سفيان رجل يحب الفخر فأجعل له شيئاً فقال عليه السلام : من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه باباً فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن.
ثم أطلق وذهب مكة وصاح بها : يا معشر قريش محمداً قد جاءكم بما لا قبل لكم به وقال لهم كلمة رسول الله ﷺ فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد فدخل عليه السلام بجنوده ولم تحصل سوى مناوشات بسيطة فدخل البيت وطاف به سبعاً على راحلته.
فأخذ النبي مفتاح الكعبة من حاجبها عثمان بن طلحة الشيبي ووقف على باب الكعبة وقال:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى به فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ، ثم قال ما شاء الله له أن يقول وقال لقريش ما تظنون إني فاعل بكم؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ثم ردّ مفتاح الكعبة إلى سادنها بعد أن أزال الصور والتماثيل من داخلها
وأمر بقتل من له جرائم خاصة وقد دخل الإسلام بهذا اليوم خلق كثير معظم قريش لم يتخلف إلا قليل أسلم لاحقاً.
وبهذا قد تم القضاء على الدين الوثني بجزيرة العرب لما كانت تُعتبر قريش حامية ذلك الدين.