صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

معركة الأحزاب غزوة الخندق بترتيب سهل للقارىء

خرج نفر من اليهود ومن بني النضير الذين أجلاهم ‏رسول الله ﷺ إلى خير وخرج معهم جماعة من بني وائل وقالوا لقريش سنقاتل معكم ونستأصل محمداً ، فسألتهم قريش: أنتم أهل كتاب وعلم، فهل ديننا حق أم دين محمد؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق. فسُرّت قريش بذلك ونشطوا لما دُعوا له. وذهب النفر إلى غطفان وقالوا لهم أن قريش سيكونون معهم فخرجت غطفان أيضاً.

معركة الأحزاب غزوة الخندق بترتيب سهل للقارىء


معركة الأحزاب

سمع ‏رسول الله ﷺ بما اجتمعت عليه قريش وأحزابها فضرب الخندق حول المدينة بمشورة سلمان الفارسي وقاسى المسلمون متاعب شديدة حتى أنجزوه ، فجاءت قريش ومن معها  ونزلت  بمجمع الأسيال (10000) مقاتل وجاءت غطفان ونزلت بذنب نعمى إلى جانب جبل أحد. وخرج ‏رسول الله ﷺ والمسلمون وضربوا عسكرهم (3000) مقاتل وظهورهم إلى سلع والخندق بينهم وبين المشركين ، وجعلوا النساء والذراري في الآطام.

غزوة الخندق

وخرج رجل اسمه (حي بن أخطب النضيري) إلى كعب بن أسد القرضي (سيد بني قريضة) وما زال يغريه بالكلام والأخير يرفض حتى ينقض عهده مع ‏رسول الله ﷺ وبعد شدّ وجذب نقض القرضي عهده وبرىء مما كان بينه وبين المسلمين من مواثيق. 

معركة الأحزاب غزوة الخندق بترتيب سهل للقارىء


فبعث ‏رسول الله ﷺ سعد بن معاذ سيد الأوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج لمعرفة خبر بني قريضة فأمرُ بني قريضة أشدّ عند المسلمين من أمر الأحزاب لأنهم بين ظهرانيهم، والخيانة منهم أثرها كبير كونهم في مركز جيش المسلمين.

فلما وصل السعدان بني قريضة وجدوهم أخبث مما وصلهم عنهم وقد نالوا من ‏رسول الله ﷺ فشاتمهم سعد بن معاذ وكان ذو حدة قوية فقال له سعد بن عبادة دعك من مشاتمهتم فما بيننا وبينهم أكبر من ذلك. فلما رجعا إلى ‏رسول الله ﷺ وأبلغاه الخبر أشتد الحال على المسلمين وأشتد البلاء فأتاهم العدو من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظن المسلمون كل ظن وظهر النفاق من بعض المنافقين.


تفاصيل المعركة

أقام المسلمون على هذا الحال بضعاً وعشرين ليلة  والقتال يقتصر على المراماة بالنبال ولمّا أشتد الحصار رأى عليه السلام أن يفرّق كلمة الأحزاب وعرض على قادة غطفان أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة على أن ينصرفا بجيوشهم فقبلا وشاور سعد بن معاذ وسعد بن عبادة بالأمر قبل تمام الصفقة.

فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله أمرٌ تحبه فنصنعه؟ أم شيئاً أمرك الله به فلا بد لنا من العمل به ؟ أم شيئاً تصنعه لنا ؟

فقال ‏رسول الله ﷺ: بل شيء أصنعه لكم.

فقال سعد: لقد كنا وهؤلاء القوم على الشرك ونعبد الأوثان لا نعرف الله ولا نعبده وهؤلاء لا يطمعون أن يأكلوا ثمرة إلا قِرى أو بيع أفحين أكرمنا الله بالإسلام وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا والله مالنا بهذا من حاجة وليس لهم عندنا إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم . فقال ‏رسول الله ﷺ أنت وذاك . فعاد قادة غطفان ورجع الأمر كما كان عليه. 

قد استفزت النعرة بعض فتيان قريش وقفزوا الخندق فمنهم من دُقت عنقه ومنهم من قفز وبرز له شجعان من المسلمين فقتلوه. 


وقد جاء ذات يوم رجل اسمه نعيم بن مسعود الأشجعي فقال: يا رسول الله إني أسلمت ولم يعلم القوم بعد فمرني بما شئت فقال عليه السلام أنت رجل واحد خذّل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة.

فذهب نعيم إلى بني قريضة وقد كان نديماً لهم بالجاهلية ورأيه عندهم مطاع فقال لهم أنتم عندي ليس كمثل قريش والبلد بلدكم وفيه أطفالكم ونسائكم وأموالكم لا تقدرون تتحولون منه إلى غيره وقريش وغطفان جاءوا وأموالهم ونسائهم بغيره وقد ظاهرتموهم فإن رأوا نهزة أصابوها وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وتركوكم وعندها لا طاقة لكم بمحمداً وحدكم. فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا رهناً من أشرافهم يكونون بأيديكم فقالوا لقد أشرت بالرأي.

ثم ذهب إلى قريش وقال لهم إنكم تعرفون ودي لكم وفراقي لمحمداً وقد رأيت أمراً كان عليّ حقاً أن أبلغكم : بنو قريضة أرسلوا لمحمداً أنهم ندموا على ما فعلوا من مظاهرة قريش فهل يرضيك أن نأتيك من غطفان وقريش رجالاً من أشرافهم فتضرب رقابهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم فأرسل إليهم أن نعم ، فإن طلبوا منكم رجالاً فلا تدفعوا لهم أحداً. وجاء غطفان وفعل بهم كما فعل بأصحابهم من تأنيبهم وخِداعهم. 

فلما كانت ليلة السبت من شوال السنة الخامسة أرسلت قريش عكرمة بن أبو جهل إلى بني قريضة فقال لسنا بدار مقام وقد هلك الخف والحافر فاغدوا للقتال حتى نناجز محمداً فقالت يهود: أن غداً السبت وهو يوماً لا نفعل فيه شيئاً ، ونريد رهناً من رجالكم  يكونون بأيدينا ثقة لنا.

فتأكدت قريش من رسالة نعيم بن مسعود ، فأبت قريش إعطائهم ودب الخلاف والفشل بينهم وصادفت أن جاءت ليلة عاصفة شديدة فجعلت تكفىء قدورهم وتزيل خيامهم.

علم ‏رسول الله ﷺ بحال القوم فأرسل حذيفة بن اليمان يستطلعهم فسمع حذيفة بن اليمان أبو سفيان يقول كلٌ يتفقّد جليسهُ فيقول أخذت بيد من كان حولي وسألته من أنت؟ فأجابني

وبعدها قال أبو سفيان: يا معشر قريش والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريضة وبلغنا عنهم ما نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون فارتحلوا إني مرتحل وضرب ناقته فوثبت فتبعته قريش. 

فسمعت غطفان فرحلوا إلى بلادهم  وقد انزاحت تلك الغمة الثقيلة التي علمتهم كيف يخندقون على ديارهم إذا جائهم عدواً أكثر منهم عدداً وقد كان يوم أحد درساً لهم استفادوا منه الأناة في ملاقاة الأعداء الذين اعتدوا عليهم وعرفوا أن بني قريضة لا عهد لهم ولا رادع فكان لا بد من الجزاء والعقوبة الشديدة التي سنوضحها في هذه الفقرة :

بني قريضة  وماذا حصل بهم 

من حكم على بني قريضة ؟

كيف صنع سيدنا سعد بن معاذ مع بني قريضة ؟ 

فقد قادها النبي ﷺ وحكم بهم سيدنا سعد بن معاذ جزاء غدرهم ونقضهم العهد فبعد نهاية الأحزاب أمر عليه السلام بالتوجه إلى بني قريضة فحاصروهم خمس وعشرون ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم سيدنا سعد وقد اختاروا سعداً ظناً بتخفيف الحكم ولأن الأوس يريدون من سعد أن يحكم فيهم بما حكم به عبد الله بن أُبي في مواليه من قينقاع بإجلائهم فلم يرض. 

فحكم بقتل الرجال وسبي الذاراري وتقسيم الأموال والأراضي على المسلمين وقد وافق حكمه حكم الله ورسوله فيهم. 

هذا واستشهد من المسلمين يوم الخندق ستة نفر منهم سيدنا سعد بن معاذ كان قد أصابه سهم قطع أكحله وقد مات بعد حكمه على بني قريضة واهتز لموته عرش الرحمن (راجع الحديث) ، وقتل من المشركين ثلاثة نفر حينها. 

وبعد الانصراف من الأحزاب انضم إلى صفوف المسلمين قائدان عظيمان من قواد قريش وهما عمر بن العاص السهمي وخالد بن الوليد المخزومي. 

بعد الأحزاب ستلاحظون بداية جديدة للمسلمين وانطلاقة قوية سيأتي توضيحها بمقالات عديدة ضمن موقع صُحبة الأجداد. 



عن الكاتب

صُحبة الأجداد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد