كيف حرّق أبو بكر أحدَ المرتدين بالنار ؟
ذكر ابن الأثير في تاريخه عن خبر الفُجاءة السُّلمي بعدما جاء إلى سيدنا أبو بكر وطلب منه أن يمدّه بالسلاح لحرب أهل الردة فأعطاه سلاحاً وأمّره أمرةً ، فخالف إلى المسلمين وخرج حتى نزل بمنطقة الجِواء ، وشن غارة على كل مسلم في سليم ، وعامر ، وهوزان ، فبلغ ذلك سيدنا أبا بكر فأرسل إلى طريفة بن حاجز وأردفه بعبد الله بن قيس الحاسي فنهضا إليه وأقتتلوا وهرب الفُجاءة فلحق به طريفة فأسره فبعث به إلى سيدنا أبا بكر فلما قدم ، أمر سيدنا أبو بكر أن توقد له نار في مصلى المدينة ثم رُمي به مقموطاً (أي مجموع بين يديه ورجليه بحبل).
خبر عمرو بن العاص وقدومه من البحرين زمن حروب الردّة
فكان النبي عليه السلام قد أرسله إلى جيفر عند منصرفه من حجة الوداع ، فلما أنتهى من الحرب وعمر بعُمان فقدم حتى انتهى إلى البحرين.
فوجد المنذر بن ساوي في الموت ثم خرج عنه إلى بلاد بني عامر فنزل عند (قرّة بن هبيرة) وقرّة هذا يقدّم رِجلاً ويؤخر أُخرى فذبح له وأكرمه فلما أراد الإنصراف قال لعمرو : يا عمرو إن العرب لا تطيب لكم نفساً بالإتاوة ، وإن أعفيتموها من أخذ أموالها تسمع لكم وتطيع.
فقال عمرو: أكفرت يا قُرّة؟ أتخوفنا بالعرب ؟ فوالله لأوطئن عليك الخيل في جفش أمك ، /جفش يعني المكان التي تنفرد فيه النفساء\.
وقدم عمرو المدينة فطاف به المسلمون يسألونه ويسلمون عليه فأخبرهم أن العساكر معسكرة من دَبَا إلى المدينة فتحلقوا حلقات يكلمون بعض فقدم سيدنا عمر بن الخطاب يريد التسليم على عمرو فمر على حلقة فيها سيدنا علي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد.
فلما دنا منهم سكتوا . فقال : فيم أنتم ؟ فلم يجيبوه ، فقال : إنكم تقولون ما أخوفنا على قريش من العرب ؟
قالوا صدقت ، قال : فلا تخافوهم أنا والله منكم على العرب أخوف مني على العرب عليكم ، والله لو تدخلون _معاشر قريش_ جحراً لدخلّنه العرب في آثاركم فأتقوا الله فيهم.
هذا وقد جيء بقرّة بن هُبيرة أسيراً إلى سيدنا أبو بكر و استشهد بعمرو على إسلامه فأحضر سيدنا أبو بكر عمراً فسأله فأخبره بما كان منه ولمّا وصل إلى المال فقال قرّة مهلاً يا عمرو ، فقال عمرو كلا والله لأخبرنه بجميعه، فعفا عنه سيدنا أبو بكر وقبل إسلامه.