صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

سيدنا عثمان بن عفان تفاصيل كاملة بترتيب سهل للحفظ الحلقة الثالثة الأعمال الحربية والأعمال المشهورة وشؤون الدولة في خلافته

 

الحييّ السخيّ ذو النورين سيدنا عثمان بن عفّان

مقدمة سلسلة عثمان بن عفان الحلقة الثالثة


بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة قسمّناها إلى فصول متعددة سهلة البحث والحفظ عن الخليفة الراشدي رضي الله عنه بنظرة عامة ومختصرة بأسلوب حديث يربط الأحداث ببعضها حتى لا يتشتت القارئ مروراً بنشأته وإسلامه وخلافته وفتوحاته وصولاً إلى آخر حياته  وعملنا على تحقيق أحداث الفتنة وتبيان خيوطها بشكل منتظم كما نحسب. 
فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا ...

سيدنا عثمان بن عفان تفاصيل كاملة بترتيب سهل للحفظ





 لمحة عامة على كتب سيدنا عثمان 


بدايةً فقد عزل سيدنا عثمان المغيرة بن شعبة عن الكوفة (وكان بالمدينة حينها) واستعمل سيدنا سعد بن أبي وقاص عليها بوصية سيدنا عمر عمر فإنه قال‏:‏ 

(أوصي الخليفة بعدي أن يستعمل سعدًا فإني لم أعزله عن سوء ولا خيانة) 

فكان أول عامل بعثه سيدنا عثمان فعمل عليها سعدٌ سنة وبعض أخرى  وهذه الرواية لابن كثير لقول ابن جرير 

وروى ابن كثير في كتابه قول الواقدي:‏ بل أقر عثمان عمال عمر جميعهم سنة لأن عمر أوصى بذلك ثم عزل المغيرة بعد سنة واستعمل سعدًا فعلى هذا القول تكون إمارة سعد سنة وخمس وعشرين‏.‏ 

أما كتبه فقد أوردها ابن كثير بالصيغة العامة بدون تفصيل وقيل أن التفصيل فيها على هذا الشكل كما عند  الطبري رحمه الله:


●أول كتاب كتبه سيدنا عثمان إلى جميع ولاته: "أما بعد، فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاة، ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباة، وإن صدر هذه الأمة خلقوا رعاة، ولم يخلقوا جباة، وليوشكن أن يصيروا جباة، ولا يكونوا رعاة، فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء، ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين فيما عليهم فتعطوهم ما لهم، وتأخذوهم بما عليهم، ثم تثنوا بالذمة، فتعطوهم الذي لهم   وتأخذوهم بالذي عليهم، ثم العدو الذي تنتابون فاستفتحوا عليهم بالوفاء".


●وكان أول كتاب كتبه إلى قادة الجنود: "أما بعد، فإنكم حماة المسلمين، وقد وضع لكم عمر ما لم يغب عنا، بل كان على ملأ منا، ولا يبلغني عن أحد منكم تغيير ولا تبديل فيغير الله بكم ويستبدلكم غيركم، فانظروا كيف تكونون، فإني أنظر فيما ألزمني الله النظر فيه والقيام عليه".


●وكان أول كتاب كتبه إلى عمال الخراج: "أما بعد، فإن الله خلق بالحق فلا يقبل إلا بالحق، خذوا الحق وأعطوا الحق به، والأمانة قوموا عليها ولا تكونوا أول من يسلبها، فتكونوا شركاء من بعدكم إلى ما اكتسبتم، والوفاء الوفاء لا تظلموا اليتيم ولا المعاهد؛ فإن الله خَصْمٌ لمن ظلمهم".


● وكتاب إلى العامَّة: "أما بعد، فإنكم إنما بلغتم بالاقتداء والاتباع، فلا تلفتنكم الدنيا عن أمركم، فإن أمر هذه صائر إلى الابتداع بعد اجتماع ثلاث فيكم: تكامل النعم، وبلوغ أولادكم من السبايا، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن، فإن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: الْكُفْرُ فِي الْعُجْمَةِ، فَإِذَا اسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمِ أَمْرٌ تَكَلَّفُوا وَابْتَدَعُوا".



 فصل الأعمال الحربية في خلافة سيدنا عثمان بن عفان


1_ الإسكندرية وهدم سورها


في عهد سيدنا عثمان بعد أن حصل خلاف في أهلها

ففي سنة خمس وعشرين للهجرة خالف أهل الإسكندرية ونقضوا صلحهم وكان السبب أن الروم عظُم عليهم فتح المسلمين الإسكندرية ، وظنّوا أنهم لا يمكنهم المقام ببلادهم بعد خروج الإسكندرية عن ملكهم،  فكاتبوا من كان فيها من الروم ودعوهم إلى نقض الصلح، فأجابوهم إلى ذلك .


فسار إليهم من القسطنطينيّة جيش كثير وعليهم رجل اسمه (منويل الخصيّ) ، فأرسوا بها، واتفق معهم من بها من الروم، ولم يوافقهم المُقوقس بل ثبت على صلحه.

فلمّا بلغ الخبر إلى سيدنا  عمرو بن العاص سار إليهم، وسار الروم إليه، فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً ،فانهزم الروم وتبعهم المسلموم إلى أن أدخلوهم الإسكندرية، فقتلوا منهم في البلد مقتلة عظيمة وكان على رأس قتلاهم قائدهم منويل.


وكان الروم لما خرجوا من الإسكندرية أخذوا أموال أهل تلك القرى من وافقهم ومن خالفهم . فلمّا ظفر بهم المسلمون جاء أهل القرى الذين خالفوهم فقالوا لسيدنا عمرو :


 إن الروم أخذوا دوابنا وأموالنا ، ولم نخالف نحن عليكم وكنّا على الطاعة. فردّ عليهم سيدنا عمروُ ما عرفوا من أموالهم بعد إقامة البيّنة وقام بهدم سور الإسكندرية وتركها بدون سور.


وفي هذه السنة (خمس وعشرين) سيّر سيدنا عمرو بن العاص عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى أطراف #إفريقية غازياً بأمر سيدنا عثمان 


وكان عبد الله من جند مصر فلمّاسار أمدّه سيدنا عمرو بالجنود فغنم هو وجنده  فلمّا عاد عبد الله كتب إلى سيدنا عثمان يستأذنه في غزو إفريقية فإذن له في ذلك.


2_ نقض أرمينية وأذربيجان للصلح 


والجيش الذي سار من العراق بأمر سيدنا عثمان مدداً لجند الشام بطلب من سيدنا معاوية :

نبقى في سنة خمس وعشرين وكان قد استعمل سيدنا عثمانُ الوليدَ بن عُقبة على الكوفة ، وعزل عُتبة بن فرقد عن أذرييجان فنقضوا ، فغزاهم الوليدُ وعلى مقدمته عبد الله بن شُبيل الأحمسيّ فأغار على أهل موقان والببر والطيلسان ففتح وغنم وسبى، فطلب أهل كور أذربيجان الصلح فصالحهم على صلحهم الذي تم على يد سيدنا حُذيفة (ثمانية ألف درهم)  وقبض المال ثم بثّ سراياه.


ثم بعث سلمان بن ربيعة الباهلي إلى أهل أرمينية في اثني عشر ألفاً فسار في أرمينة يقتل ويسبي ويغنم وقد ملأ يديه حتى أتى الوليدَ.


فعاد الوليد بعد أن استتب الوضع في هذا المحور وجعل طريقه على الموصل ثم أتى الحديثة فنزلها ، فأتاه بها كتاب سيدنا عثمان وفيه 

( أن معاوية بن أبي سفيان كتب إليّ يخبرني أن الروم قد أجلبت على المسلمين في جموع كثيرة ، وقد رأيتُ أن يمدّهم إخوانهم من أهل الكوفة، فابعث إليهم رجلاً له نجدةٌ وبأس في ثمانية آلاف أو تسعة آلاف من المكان الذي يأتيك فيه كتابي والسلام).


فقام الوليد في الناس وأعلمهم الحال وندبهم مع سلمان بن ربيعة الباهلي ومعه ثمانية آلاف فمضوا حتى دخلوا الشام إلى أرض الروم فشنّوا الغارات على أرض الروم فأصاب الناس ما شاؤوا وافتتحوا حصوناً كثيرة.


وقيل : 

أنه حين أمر سيدنا عمثانُ سيدنا معاويةَ بأن يجعل حبيب بن مسلمة يغزو أرمينة قد أمده سعيد بن العاص بسلمان بن ربيعة الباهلي.


فأتى جيش المسلمين قاليقلا فحصرها وضيّق على من بها فطلبوا الأمان على الجلاء أو الجزية فجلا كثير منهم ولحقوا ببلاد الروك وأقام فيها حبيب بن مسلمة فيمن معه من المسلمين أشهراً.


تجييش الروم ثمانين ألف بقيادة الموريان وهو بطريق أرميناقس وجيّش هذه الجيوش من بلاد ملطية وسيواس وأقصرا وقونية وما حولها وصولاً إلى خليج القسطنطينية.


فكتب حبيب إلى سيدنا معاوية يخبره الخبر  فكتب سيدنا معاوية إلى سيدنا #عثمان بذلك فأرسل سيدنا عثمان إلى  سيدنا سعيد بن العاص فإمداد حبيب فأمدّه بسلمان في ستة آلاف، وأجمع حبيب على تبييت الروم فسمعته امرأته أم عبد الله بنت يزيد الكلبية فقالت : أين موعدك؟ فقال سُرادق الموريان.


ثم بيّتهم فقتل من وقف له ، ثم أتى السرادق فوجد امرأته قد سبقته إليه،  فكانت أول امرأة من #العرب ضُرب عليها حجاب سُرادق .

ولما انهزمت الروم عاد حبيب إلى قاليقلا ثم سار منها فنزل مربالا فأتاه بطريق خلاط بكتاب سيدنا عياض بن غنم بأمانه فأجراه عليه وأعطاه ما عليه من مال ونزل حبيب منطقة خلاط واخذ المسلمون الكثير من المناطق في هذه المحور .


المناطق هي (مكس وهي موضع بأرمينة ، سفرجان موضع بأرض أرّان ، ذات اللجم موضع بأرض جُزران من نواحي تفليس وسُميت بذلك  لأن المسلمون أخذو لجم خيولهم فكبسهم الروم قبل أن يلجموها ثم تقاتلوا فانهزم الروم، وسراج الطير وبغروند والسيسجان وجزران وتلفيس وهي موضع بأرمينية وصولاً ل أرّان وتم فتح البيلقان   وبعدها دخل المسلمون مدينة برذعة وهي أقصى أذربيجان  وثم دعوا أكراد البلاشجان إلى الإسلام فقاتلوا فظفر بهم المسلمون فأقرّ بعضهم الجزية وأدّى بعضهم الصدقة وهم قليل ، ووجّه المسلمون سرية إلى شمكور ففتحوها)  


3_ فتح إفريقية 


 ويظهر في هذه الفقرة عظيم دهاء رجالات المسلمين وخطة سيدنا عبد الله بن الزبير.

مقدمة 

 وهذه التفاصيل سنة سبع وعشرين 

فقد ولّى سيدنا عثمان على مصر سيدنا عبد الله بن سعد بن أبي سرح بعد عزل سيدنا عمرو بن العاص وكان قد أمره بغزو إفريقية  وأمّر عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن نافع بن الحارث على جُند وسرّحهما إلى الأندلس وأمرهما بالاجتماع مع عبد الله بن سعد على صاحب إفريقيا ثمّ يقيم عبد الله في عمله .

فخرجوا حتى قطعوا أرض مصر ووطئوا أرض إفريقية وكانوا في جيش عدّتهم عشرة آلاف من شجعان المسلمين ، فصالحهم أهلها على مال يؤدونه ولم يقدموا على دخول إفريقية والتوغل فيها لكثرة أهلها


وكان عبد الله بن سعد قد أرسل إلى سيدنا عثمان في غزو إفريقية والاستكثار من الجموع عليها وفتحها، فاستشار سيدنا عثمانُ من عنده من الصحابة فأشار أكثرهم بذلك فجهّز إليه العساكر من المدينة، وفيهم جماعة من أعيان الصحابة ، منهم سيدنا عبد الله بن عبّاس وغيره.

فسار بهم عبد الله بن سعد إلى إفريقية 


تفاصيل المعارك

وصلوا إلى برقة فلقيهم عُقبة بن نافع فيمن معه من المسلمين ، وكانوا بها، وساروا إلى طرابلس الغرب فأخذوا من عندها من الروم وتوغلوا في إفريقية وبثّ السرايا في كل ناحية.

كان ملك العدو اسمه جُرجير وحدود مملكته من طرابلس إلى طنجة ، وكان هرقل عظيم الروم قد ولّاه إفريقية فهو يحمل إليه الخراج كل سنة.

فلمّا بلغه خبر المسلمين تجهّز وجمع العساكر وأهل البلاد، فبلغ عسكره(١٢٠ ألف) فارس ، والتقى هو والمسلمون بمكان بينه وبين سُبيطلة يوم وليلة وهذه المدينة كانت بذاك الوقت دار الملك ، فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم وراسله عبد الله بن سعد يدعوه للإسلام أو الجزية فامتنع وتكبّر عنهما.

وحينها انقطع خبر المسلمين عن سيدنا #عثمان ، فسيّر سيدنا عبدَ الله بن الزبير في جماعة إليهم ليأتيه بأخبارهم، فسار مُجدّاً ووصل إليهم وأقام معهم، ولما وصل كثر الصياح والتكبير في المسلمين، فسأل جُرجير عن الخبر فقيل قد أتاهم عسكر مدد،  ففتّ ذلك في عضُده .


دهاء رجالات المسلمين

رأى سيدنا عبد الله بن الزبير قتال المسلمين كل يوم من بكرة إلى الظهر، فإذا أُذِّن  بالظهر عاد كل فريق  إلى خيامه ، وشهد القتال من الغد فلم يرَ ابن أبي سرح معهم ، فسأل عنه فقيل إنه سمع منادي جُرجير يقول : من قتل عبد الله بن سعد فله مائة ألف دينار وأزوّجه أبنتي وهو يخاف ، فحضر عنده وقال له: تأمر منادياً ينادي: من أتاني برأس جُرجير نفلّته مائة ألف وزوّجته ابنته واستعملته على بلاده. ففعل ذلك ، فصار جُرجير يخاف أشد من عبد الله (رواية ابن الأثير في الكامل)

ثم إن عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن سعد: إن أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمداد متصلة وبلاد هي لهم ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم،


 وقد رأيت أن نترك غداً جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين ونقاتل نحن الروم في باقي العسكر إلى أن يضجروا ويملوا،


 فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمون ركب من كان في الخيام من المسلمين ولم يهشدوا القتال وهم مستريحون، ونقصدهم على غرة فلعل الله ينصرنا عليهم، فأحضر جماعة من أعيان الصحابة واستشارهم فوافقوه على ذلك.


فلما كان الغد فعل عبد الله ما اتفقوا عليه وأقام جميع شجعان المسلمين في خيامهم وخيولهم عندهم مسرجة، ومضى الباقون فقاتلوا الروم إلى الظهر قتالاً شديداً. فلما أذن بالظهر هم الروم بالانصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزبير وألح عليهم بالقتال حتى أتعبهم ثم عاد عنهم هو والمسلمون، فكل من الطائفتين ألقى سلاحه ووقع تعباً، فعند ذلك أخذ عبد الله بن الزبير من كان مستريحاً من شجعان المسلمين وقصد الروم فلم يشعروا بهم حتى خالطوهم وحملوا حملة رجل واحد وكبروا فلم يتمكن الروم من لبس سلاحهم حتى غشيهم المسلمون وقتل جرجير، قتله سيدنا ابن الزبير، 


وانهزم الروم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأخذت ابنة الملك جرجير سبية. ونازل عبد الله بن سعد المدينة، فحصرها حتى فتحها ورأى فيها من الأموال ما لم يكن في غيرها، فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار وسهم الراجل ألف دينار.


فلمّا فُتحت مدينة سُبيطلة بثّ سيدنا عبد الله بن سعد سراياه في البلاد بلدة قفصة وهي أقصى إفريقية من ناحية المغرب وفتح حصن الأجم وكان قد احتمى به أهل البلاد وفتحه بالأمان.

وقد أرسل إلى سيدنا #عثمان ببشارة الفتح وكان قد نفّل ابن الزبير بابنة الملك جُرجير  وصالح أهل إفريقية على ألفي ألف وخمسمائة ألف دينار

وقيل أن ابنة الملك اخذها رجل من الأنصار.

وعاد سيدنا عبد الله بن سعد إلى مصر وكان مقامه بإفريقية سنة وثلاثة أشهر  وأما عطاء الخمس فقيل أن سيدنا عثمان أعطى  سيدنا عبد الله بن سعد خمس الغزوة الأولى وقيل غير ذلك والله أعلم.



4_ غزو سيدنا معاوية الروم وفتحه قُبرس 


وبداية ركوب المسلمون البحر  وفي هذه الفقرة خبر أم ملحان  ومصداق الحديث النبوي فيها.


بدايةً

ففي سنة خمس وعشرين غزا سيدنا معاوية الروم فبلغ عمّورية، فوجد الحصون التي بين أنطاكية وطرسُوس خالية فجعل عندها جماعةً كثيرة من أهل الشام والجزيرة حتى انصرف من غزاته، ثم أغزى بعد ذلك يزيدَ بن الحرّ العبسيّ  الصائفة ، وأمره ففعل مثل ذلك ، ولما خرج هدم الحصون إلى أنطاكية.


وأما خبر #قُبرص فكان فتحها على يد سيدنا  #معاوية  وكان معه بوقتها جماعة من الصحابة منهم سيدنا (أبو ذرّ وعبادة بن الصامت وزوجته أم حرام وأبو الدرداء وشداد بن أوس)

و كان سيدنا معاوية قد لجّ على سيدنا عمر في غزوة البحر وقرب الروم من حمص وقال : إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلُها نُباح كلابهم وصياح دجاجهم  .

فكتب سيدنا عمر إلى سيدنا عمر بن العاص أن يصف له البحر فوصفه له وكتب بعد ذلك إلى سيدنا معاوية برفضه لركوب المسلمين البحر.(وصف البحر ):


وصف البحر 

كتبَ سيدنا  عُمَرُ إلى سيدنا عمرو بن العاص أنْ صِفْ ليَ البحرَ وراكبَهُ، فكتبَ إليه:

إني رأيتُ خَلقاً كَبيراً يَركَبُهُ خَلقٌ صغير، إنْ رَكدَ حَرقَ القلوبَ، وإنْ تَحرّكَ أراعَ العقولَ، تَزدادُ فيه العقولُ قِلَّةً والسيئاتُ كَثرةً، وهُم فيهِ كَدُودٍ على عودٍ، إنْ مَالَ أغرق، وإنْ نجا فَرَّق.


فلما قرأ الكتاب سيدنا عمر كتب إلى سيدنا معاوية :

والذي بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا وقد بلغني أن بحر الشام يشرف على أطول شيء من الأرض فيستأذن الله في كل يوم وليلة أن يغرق الأرض فكيف أحمل الجنود على هذا الكافر بالله؟

 لمسلم أحب إلي مما حوت الروم وإياك أن تعرض إلي (يعني عرضه ركوب البحر) فقد علمت ما لقي العلاء مني (كان سيدنا عمر قد عزل العلاء بن الحضرمي بسببب ركوبه البحر بدون إذنه والله أعلم)


ولمّا كان زمن سيدنا عثمان كتب إليه سيدنا معاوية يستأذنه في غزو البحر مراراً  وفي المكاتبة الأخير وافق سيدنا عثمان وقال له : لا تنتخب الناس ولا تُقرع بينهم ، خيّرهم ، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه. ففعل  واختار سيدنا معاويةُ عاملاً له على هذه الغزوة  وهو عبد الله بن قيس الجاسيّ(وكان أول أمير للمسلمين في البحر) وهو حليف بني فزارة  .


وسار المسلمون من الشام إلى قُبرُس ، وسار إليها عبد الله بن سعد من مصر فاجتمعوا عليها.

فصالحهم أهلها على جزية سبعة آلاف دينار كلّ سنة ، يؤدون للروم مثلها، لا يمنعهم المسلمون عن ذلك، وليس على المسلمين منعهم ممن أرادهم ممن وراءهم(حمايتهم) ، وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوّهم من الروم إليهم ، ويكونوا طريق المسلمين إلى العدو عليهم.


ولمّا فُتحت قُبرس ونُهب منها السبي سُئل سيدنا أبو الدرداء عن سبب بكائه في يوم أعزّ الله به الإسلام وأهله سأله جبير بن نُفير ؟ 

فقال سيدنا أبو الدرداء : ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره ، فبينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك، إذا تركوا أمر الله، فصاروا إلى ما ترى فسلّط الله عليهم السباء ، وإذا سلّط السباء على قوم فليس فيهم حاجة

وفي هذه الغزاة ماتت أم حرام بنت ملحان الأنصارية ألقتها بغلتها بجزيرة قبرس فاندقت عنقُها فماتت تصديقاً لحديث ‏رسول الله ﷺ (أخبرها أنها في أول من يغزو في البحر) اخرجه البخاري ومسلم.


وبقي عبد الله بن قيس على البحر فغزا خمسين غزاة بين شاتية وصائفة في البر والبحر .

لم يغرق أحد ولم يُنكب فكان يدعو الله أن يعافيه في جنده  وذات يوم خرج في قارب طليعة فانتهى إلى المرفأ من أرض الروم وعليه مساكين يسألون فتصدّق عليهم ، فرجعت امرأة منهم إلى قريتها فقالت للرجال: هذا أميرهم فهجموا عليه فقاتلوه بعد أن قاتلهم فأصيب وحده ونجى الملّاح حتى أتى أصحابه فأعلمهم (والله أعلم دعائه الله يعافى جنده ونسي دعائه لجسده) وجاء أصحابه حتى أرسوا بالمرفأ وتقاتلوا وأصيب من المسلمين يومئذٍ

ولمّا سألوا المرأة كيف عرفتيه أميرهم ؟

قالت: كان كالتاجر فلمّا سألته أعطاني كالملك فعرفته بهذا.



5_  إذلال  فارس وقصف  إصطخر بالمنجنيق 


حتى تم تهديم بيوتهم ومقتلة عظيمة حلّت بهم لقاء نقضهم الصلح:

ففي سنة تسع وعشرين للهجرة في خلافة سيدنا #عثمان


مقدمة 

استعمل سيدنا عثمانُ عبدَ الله بن عامر على البصرة بدل سيدنا أبو موسى الأشعري بطلب من أهل البصرة ... وكان بن عامر قد استعمل على خراسان عمير بن عثمان بن سعد.


 وعلى سجستان عبد الله بن عمير الليثي وهو من ثعلبة فأثخن فيها إلى كابل وأثخن عمير في خراسان حتى بلغ فرغانة لم يدع دونها كورة إلا أصلحها وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر فأثخن فيها حتى بلغ النهار ،

وبعث على كرمان عبد الرحمن بن عبيس وبعث إلى الأهواز وفارس نفرًا وضم سواد البصرة إلى الحصين بن أبي الحرثم ثم عزل عبد الله بن عمير واستعمل عبد الله بن عامر فأقره عليها سنة ثم عزله واستعمل عاصم بن عمرو وعزل عبد الرحمن بن عبيس وأعاد عدي بن سهيل بن عدي وصرف عبيد الله بن معمر إلى فارس واستعمل مكانه عمير بن عثمان واستعمل على خراسان أمير بن أحمر اليشكري واستعمل على سجستان سنة أربع عمران بن الفضيل البرجمي‏.‏


مجريات المعارك ونقض أهل فارس

ونكثوا بعبيد الله بن معمر فسار إليهم فالتقوا على باب إصطخر فقُتل عبيد الله وانهزم المسلمون،

 وبلغ الخبر عبد الله بن عامر فاستنفر أهل البصرة وسار بالناس إلى فارس وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاص فالتقوا بإصطخر وكان على ميمنته أبو برزة نضلة بن عبد الله الأسلمي،  وعلى ميسرته معقل بن يسار وعلى الخيل عمران ابن الحصين ولكلهم صحبة ،

واشتد القتال فانهزم الفرس وقتل منهم مقتلة عظيمة وفتحت إصطخر عنوة وأتى دارابجرد وقد غدر أهلها ففتحها


 وسار إلى مدينة جور وهي أردشير خرة فانتقضت إصطخر فلم يرجع وتمم السير إلى جور وحاصرها وكان هرم بن حيان محاصرًا لها وكان المسلمون يحاصرونها وينصرفون عنها فيأتون إصطخر ويغزون نواحي كانت تنتقض عليهم فلما نزل ابن عامر عليها فتحها‏.‏


عجيب سبب فتحها  !!!

وكان سبب فتحها أن بعض المسلمين قام يصلي ذات ليلة وإلى جانبه جراب له فيه خبز ولحم فجاء كلب فجره وعدا به حتى دخل المدينة من مدخل لها خفي فلزم المسلمون ذلك المدخل حتى دخلوها منه وفتحوها عنوة‏.‏


فلما فرغ منها ابن عامر عاد إلى إصطخر ففتحها عنوة بعد أن حاصرها واشتد القتال عليها ورميت #بالمجانيق وقتل بها خلقًا كثيرًا من الأعاجم وأفنى أكثر أهل البيوتات ووجوه الأساورة وكانوا قد لجأوا إليها‏.‏

وقيل‏:‏ إن أهل إصطخر لما نكثوا عاد إليها ابن عامر قبل وصوله إلى جور فملكها عنوةً وعاد إلى جور فأتى دارابجرد فملكها وكانت منقضة أيضًا #ووطىء أهل فارس وطأة لم يزالوا منها في #ذل وكتب إلى  سيدنا عثمان بالخبر

 فكتب إليه أن يستعمل على بلاد فارس هرم بن حيان اليشكري وهرم بن حيان العبدي والخريت بن راشد والمنجاب بن راشد والترجمان الهجيمي وأمره أن يفرق كور خراسان على جماعة فيجعل الأحنف على المروين وحبيب بن قرة اليربوعي على بلخ وخالد بن عبد الله بن زهير على هراة وأمير بن أحمر على طوس وقيس بن هبيرة السلمي على نيسابور.(رواية ابن الأثير في الكامل)


6_ نبقى في الجبهة الشرقية  وكانت خراسان قد انتقضت بعد استشهاد سيدنا عمر 


فلمّا فرغ عبد الله بن عامر من إصطخر وما جاورها سار إلى خراسان . وقيل أنه عاد إلى البصرة واستعمل على إصطخر شريك بن الأعور وبنى شريك مسجد إصطخر.

وقدم الأحنف إلى البصرة وقال لعبد الله بن عامر: إن عدوك منك هارب ، ولك هائب، والبلاد واسعة فساروا إلى كرمان واستعمل عليها مُجاشع بن مسعود السُّلميّ ومعه صحبه وأمره أن يقاتل أهلها فقد نقضوا، واستعمل على سجستان الربيع بن زياد وكان أيضاً قد نقضوا ، وسار هو إلى نيسابور وجعل على مقدمته الأحنف بن قيس.

فأتى الطبسين وهما حصنان وهما بابا خراسان فصالحه أهلهما ، وسار إلى قوهستان فقاتله أهلها فألجأهم إلى حصنهم  فتقدم إليها فصالحه أهلها على ست مئة ألف درهم ، وفتح العديد من المناطق في هذا المحور

#تفاصيل_أكثر

ووجه ابن عامر الاحنفَ بن قيس إلى طخارُستان فأتى الموضع الذي يُقال له قصر الأحنف (حصن مرو الرّوذ) وفيه رسُتاق عظيم(مجموعة قرى)  فحصر الأحنفُ أهلَه  فصالحوه على ٣٠٠ ألف درهم 

ومضى إلى مرو الرّوذ وقاتل أهلها قتال شديد انتهى بصلحهم وسيّر سرية إلى رُستاق بغ وصالح أهله.

وقد اجتمع أهل طخارُستان من المواقع المتبقية وقد تحالف معهم (الصغانين) وهم يقطنون شرق نهر جيجون فبلغوا ثلاثين ألف   فدارت معركة شرسة بينهم  وانتهت بهزيمة الفرس وحلفائهم  وحلت بهم خسارة كبيرة بعد مطاردة المسلمين لهم.

ولحق بعض العدو بالجوزجان(موضع)  فوجّه الأحنفُ الأقرعَ بن حابس التميمي في خيل ، فسارع الأقرع ولقي بالعدو بالجوزجان  فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا وكرّوا وفتحوا الجوزجان عنوةً. فقال ابن غريزة النهشلي:


سَقَى مُزْنُ السَّحَابِ إذا اسْتهلّتْ ... مَصَارِعَ فِتْيةٍ بالجُوزَجانِ 

 إلى القَصْرَيْنِ من رُسْتاق خُوطٍ ... أقادَهُمُ هناكَ الأَقْرَعانِ


كما وفتح الأحنفُ  الطّالقان صلحاً وفتح الفارياب ومضى إلى بلخ فصالحه أهلها أيضاً وسار إلى خُوارزم  وهي على نهر جيجون فلم يقدر عليها واستشار أصحابه فأشاروا بالعودة إلى بلخ.

وتمثّل حصين بن منذر البيت:

إذا لم تستطع أمراً فدَعه.....وجاوزهُ إلى ما تستطعُ


7_ تكملة الفتوح في جبهة الشرق


 خبر الصحابي القائد العسكري للمسلمين  الذي جعل من جثث العدو مقعداً له ولجنده  


 فتح كرمان 

كان سيدنا عبد الله  ابن عامر قد استعمل مجاشع بن مسعود السلمي على كرمان وأهلها قد نقضوا ففتح منطقة بيمنذ  عنوةً واستبقى أهلها وأعطاهم أماناً وبنى بها قصراً يعرف بقصر مجاشع، وأتى السيرجان، وهي مدينة كرمان، فأقام عليها أياماً يسيرة وأهلها متحصنون، فقاتلهم وفتحها عنوةً، فجلا كثير من أهلها عنها، وفتح جيرفت عنوةً، وسار في كرمان فدوخ أهلها، وأتى القفص وقد تجمع له خلق كثير من الأعاجم الذين جلوا، فقاتلهم فظفر بهم وظهر عليهم، وهرب كثيرٌ من أهل كرمان فركبوا البحر ولحق بعضهم بمكران وبعضهم بسجستان، فأقطعت العرب منازلهم وأراضيهم فعمروها واحتفروا لها القني في مواضع منها وأدوا العشر منها.


فتح سيجستان وكابل وغيرهما

قد قدمنا خبر فتحها زمن سيدنا عمر ، ثم أن أهلها نقضوا وغدروا، فسيّر عبدُ الله ابن عامر إليها الصحابي( الربيع بن زياد الحارثي) فقطع مفازة شاسعة وهي ما تقارب ٤١٥ كيلو متر

ونزل القرى والرساتيق ففتح منها ما شاء الله أن يفتحه صلحاً وعنوةً 

 وسار إلى منطقة زرنج فنزل على مدينة روشت بقرب زرنج، فقاتله أهلها وأصيب رجال من المسلمين، ثم انهزم المشركون وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأتى الربيع ناشروذ ففتحها، ثم أتى شرواذ فغلب عليها، وسار منها إلى زرنج فنازلها وقاتله أهلها فهزمهم وحصرهم، فأرسل إليه مرزبانها ليصالحه واستأمنه على نفسه ليحضر عنده فآمنه،

فأخذ #جثث العدو وجعل يجلس على جثة ويتكأ على أخرى وأمر أصحابه بأن يفعلوا مثله !!

فلما رآهم المرزبان هاله ذلك وطاش عقله  فصالحه على ألف وصيف مع كل وصيف جام من ذهب(الوصيف هو خادم أو غلام )ودخل المسلمون المدينة. ثم سار منها إلى سناروذ، وهي واد، فعبره وأتى القرية التي بها مربط فرس رستم الشديد، فقاتله أهلها، فظفر بهم ثم عاد إلى زرنج وأقام بها نحو سنة؛ وعاد إلى ابن عامر، واستخلف عليها عاملاً، فأخرج أهلها العامل وامتنعوا.

فكانت ولاية الربيع سنة ونصفاً. وسبى فيها أربعين ألف رأس. وكان كاتبه الحسن البصري. فاستعمل ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس على سجستان، فسار إليها فحصر زرنج، فصالحه مرزبانها على ألفي ألف درهم وألفي وصيف. وغلب عبد الرحمن على ما بين زرنج والكش من ناحية الهند، وغلب من ناحية الرخج على ما بينه وبين الدوان. فلما انتهى إلى بلد الدوان حصرهم في جبل الزوز ثم صالحهم ودخل على الزوز، وهو صنم من ذهب، عيناه ياقوتتان، فقطع يده وأخذ الياقوتتين، 

ثم قال للمرزبان: دونك الذهب والجوهر: وإنما أردت أن أعلمك أنه لا يضر ولا ينفع. وتم فتح كابل وزابلستان وهي ولاية غزنة 

#هذا 

وكان الصراع في هذه المناطق شبه دائم فقد جمع قارن(وهو مزربان من الفرس) جمعاً من أربعين ألف من قرى فارس 

فتوجّه إليه المسلمون وعليهم حينها عبد الله بن خازم في أربعة آلاف من المسلمين فاقتتلوا وهزم الله قارن وتم قتله وأصحابه وتم سبي الكثير من السبايا وقد كتب إلى عبد الله بن عامر بالفتح فأقره أميراً على خراسان 


9_ فتح طَبرستان 

ففي سنة ثلاثين للهجرة غزا سيدنا سعيد بن العاص طبرستان ،  وكان قد ولّاه سيدنا عثمان الكوفة بعد الوليد بن عقبة.

وكان معه في الغزوة سيدنا (الحسن ووالحسين وابن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وحذيفة بن اليمان وابن الزبير وناس من أصحاب ‏رسول الله ﷺ)

وحينما خرج ابن عامر من البصرة يريد خراسان سبق سعيدًا ونزل نيسابور ونزل سعيد قومس وهي صلح صالحهم حذيفة بعد نهاوند

 فأتى سعيد جرجان فصالحوه على مائتي ألف ثم أتى طميسة وهي كلها من طبرستان متاخمة جرجان على البحر فقاتله أهلها فصلى صلاة الخوف أعلمه سنا  حذيفة كيفيتها وهم يقتتلون‏.‏

وضرب سيدنا سعيدُ يومئذ رجلًا بالسيف على حبل عاتقه فخرج السيف من تحت مرفقه 

وحاصرهم فسألوا #الأمان فأعطاهم على أن لا يقتل منهم رجلًا واحدًا ففتحوا الحصن فقتلوا جميعًا إلا رجلًا واحدًا


 وحوى ما في الحصن فأصاب رجل من بني نهد سفطًا عليه قفل فظن أن فيه جوهرًا وبلغ سعيدًا فبعث إلى النهدي فأتاه بالسفط فكسروا قفله فوجدوا فيه سفطًا ففتحوه فوجدوا خرقة سوداء مدرجة فنشروها فوجدوا خرقة حمراء فنشروها فإذا خرقة صفراء وفيها أيران كميت وورد‏!


وفتح سيعدٌ نامية وليست بمدينة هي صحارى‏.‏

وفي #سنة_ثلاثين أيضاً 

 صُرف سيدنا  حذيفة عن غزو الريّ إلى غزو الباب مددًا لعبد الرحمن بن ربيعة(سيأتي ذكره)

 وخرج معه سيدنا سعيد بن العاص فبلغ معه أذربيجان وكانوا يجعلون الناس ردءًا فأقام حتى عاد حذيفة ثم رجعا‏.


11_ مقتل آخر ملوك الفرس 

في سنة واحد وثلاثين للهجرة هرب يزدجرد بن شهريار من فارس إلى خراسان في قول بعض المؤرخين.
وكان قد هرب من جور سنة ثلاثين وقد وجّه سيدنا عبد الله بن عامر في إثره مجاشع بن مسعود وقيل هرم بن حيان وقيل غيره،  فاتّبعه إلى كرمان وهرب منها إلى غيرها فأصبح شريداً طريداً  لا يقرّ له قرار 
فلمّا رأت الفرس إصرار ابن عامر على طلبه ، وعدم توقّف السرايا عن طلبه قامت مجموعة من الفرس بقتله بسبب نزاع نشب بينهم 
وهناك العديد من الروايات في مقتله منها أنه دخل على بيت أحد الفرس فلما نام قتله وأخذ سلبه ...الخ.
وقد اقترح بعض الفرس أن يبنوا له ناووساً وأن يحزنوا عليه  ففعلوا ذلك لما لعائلته من الشرف في فارس

وقد كان ملكه ٢٠ سنة منها أربع سنين في رغد ورفاهية و١٦ في مطاردة وهزائم من العرب وغلظتهم عليه وكان آخر ملك من آل  أردشير بن بابك  وصفا الملك بعده للعرب.

وذلك مصداق حديث ‏رسول الله ﷺ إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده


12_تحالف الخزر والترك ضد جيش المسلمين

 وخبر قتل سيدنا عبد الرحمن بن ربيعة.

في أواخر خلافة سيدنا عمر أوغل سيدنا عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي في بلاد بلنجر مئتي فرسخ(1100كم)  وقطع باب الأبواب وقاتل الترك .

وكان الترك والخزر لما تتابعت عليهم تذامروا وقالوا: كنا أمة لا يقرن بنا أحد حتى جاءت هذه الأمة القليلة فصرنا لا نقوم لها. فقال بعضهم: إن هؤلاء لا يموتون وما أصيب منهم أحد في غزوهم. وقد كان المسلمون غزوهم قبل ذلك فلم يقتل منهم أحد، فلهذا ظنوا أنهم لا يموتون. فقال بعضهم: أفلا تجربون؟ فكمنوا لهم في الغياض، فمر بالكمين نفرٌ من الجند فرموهم منها فقتلوهم فتواعد رؤوسهم إلى حربهم ثم اتعدوا يوماً. 


وكتب سيدنا عثمان إلى والي الكوفة سعيد بن العاص أن أغزِ سلمان بن ربيعة الباب ،

وكتب إلى عبد الرحمن بن ربيعة رسالة جاء فيها ( أما بعد إن الرعية قد أبطرَ كثيراً منهم البطنة ، فقصّر ، ولا تقحم بالمسلمين ، فإنّي خاشٍ أن يبتلوا).

فلم يرجع عبد الرحمن عن مقصده، فغزا نحو بلنجر،  

واجتمع الترك مع الخزر فقاتلوا المسلمين قتالاً شديداً وقتل عبد الرحمن، وكان يقال له ذو النور، وهو اسم سيفه، فأخذ أهل بلنجر جسده وجعلوه في تابوت فهم يستسقون به ويستنصرون به . وأخذ الراية أخيه سلمان فاستطاع أن يسحب الجيش بحركة بارعة من معركة خاسرة متحيزاً إلى فئة . 

وكانت فئة من المسلمين قد بقيت في جيلان وجرجان كما روى ابن الأثير  وقد أورد خبرهم بأن معهم سيدنا  سلمان الفارسي وسيدنا أبو هريرة  

وكان في ذلك العسكر يزيد بن معاوية النخعي وعلقمة بن قيس ومعضد الشيباني وأبو مفرز التميمي في خباء واحد،


 وعمرو بن عتبة وخالد بن ربيعة والحلحال بن ذري والقرثع في خباء، 

فكانوا متجاورين في ذلك العسكر، وكان القرثع يقول: ما أحسن لمع الدماء على الثياب! وكان عمرو بن عتبة يقول لقباء عليه: ما أحسن حمرة الدماء على بياضك! ورأى يزيد بن معاوية أن غزالاً جيء به لم ير أحسن منه فلف في ملحفة ثم دفن في قبر لم ير أحسن منه عليه ثلاثة نفر قعود، فلما استيقظ واقتتل الناس رمي بحجر فهشم رأسه فمات، فكأنما زين ثوبه بالدماء وليس بتلطيخ، فدفن في قبر على الصورة التي رأى.

وقال معضد لعلقمة: أعرني بردك أعصب به رأسي، ففعل، فأتى برج بلنجر الذي أصيب فيه يزيد فرماهم فقتل منهم وأتاه حجر عرادة (آلات ترمي حجارة)ففضخ هامته، فأخذه أصحابه فدفنوه إلى جنب يزيد، وأخذ علقمة البرد فكان يغسله فلا يخرج أثر الدم منه، وكان يشهد فيه الجمعة ويقول: يحملني على هذا أن دم معضد فيه. وأصاب عمرو بن عتبة جراحة فرأى قابءه كما اشتهى ثم قتل. وأما القرثع فإنه قاتل حتى خرق بالحراب.


13_ غزو بلاد الأندلس 

بعد أن فتح الله على المسلمين إفريقية ، أمر  سيدنا عثمانُ بالسير إلى الأندلس 

وكلّف بذلك ( عبد الله بن نافع بن الحصين وعبد الله بن نافع بن عبد القيس) 

وكتب إلى من انتدب معهما (أما بعد فإنّ القسطنطينية إنما تُفتح من قبل الأندلس) حسب رواية ابن الأثير


وقد سار المسلمون في سنة سبعة وعشرين للهجرة وسار معهم البربر وفتح الله عليهم أراضي واسعة كانت مساحتها تقارب المساحة التي فتحها الله عليهم في إفريقية

فازدادت رقعة دولة المسلمين في محور الغرب .

ولما عزل سيدنا عثمانُ عبد الله بن سعد عن إفريقية ترك في مكانه عبد الله بن نافع بن عبد القيس

وعاد عبد الله بن سعد إلى مصر  .


14_ استمرار الفتوحات البحرية

#فتح_العديد_من_الجزر البحرية وإعادة قُبرس بعد نقضها

أدرك سيدنا #معاوية بن أبي سفيان بعبقريته العسكرية أنه من الصعب ضمان أمن الدولة الإسلامية ما لم يتم حرمان الروم من العمل العسكري الذي ينفردون به في البحر.

وقدّمنا أنه ألجّ على سيدنا عمر وبعدها على سيدنا عثمان لخوض غمرات الحروب البحرية وبعد موافقة سيدنا عثمان على ذلك ، 

وفي سياق الأحداث سيتوضّح للمتابع كيف جاء الغزو البحري والعمل ببناء قوة بحرية للمسلمين نتائج على الواقع و كسر هيبة الروم في البحر.

قدّمنا عن فتح قُبرس في  على شروط ليست بالقوية على أهلها(ربما والله أعلم كونها أول غزوة بحرية والهدف منها ليس مسك الأرض بقدر ما هو استكشافي)

وقد كانت تلك الغزوة من أجلّ الأعمال الحربية في خلافة سيدنا عثمان كون فيها بشارة نبوية كما جاء في حديث البخاري رحمه الله (قال ‏رسول الله ﷺ : ناسٌ من أمتي عُرضوا عليّ غزاة يركبون في ثبج البحر ملوكاً على الأسرّة أو قال مثل الملوك على الأسرّة...وذلك في جواب النبي لأم ملحان عن سبب تبسمّه وهو نائم .وحينها بشّرها بأنها ستكون معهم).



فتح قُبرص الثاني

وبعد مرور قرابة أربع سنوات على صلح قُبرص نقضوا بأن ساعدوا الروم في بعض المراكب فبلغ ذلك سيدنا معاوية فأسرع لتأديبهم وغزاهم في ٥٠٠ مركب ووافاه سيدنا عبد الله بن سعد بن أبي سرح بالأسطول المصري وأطبقوا على أهلها ونازلوهم في قتال شديد ، اضطر على إثره حاكم قبرص للاستسلام وطلب الصلح

فأقرّهم سيدنا معاوية على صلحهم الأول 

لكن سيدنا معاوية في هذه المرة أدخل قُبرص في سلطان المسلمين وبعث إليها أثني عشر ألف من المجاهدين فبنوا فيها المساجد ومصّرها (بنى مدينة بها)

.

وتتابعت غزوات المسلمين البحرية لجزر البحر للمتوسط (أرواد وكوس وردوس) وهي تتحكم بمضائق بحرية  وقد بدأ المسلمون بجزيرة أرواد فهاجمتها الحملة العائدة من قُبرص ونزلها جندُ المسلمين وتحصّن أهلها في القلعة وبقيت القلعة حتى عام ٢٩ للهجرة وكان في نفسه فتح جزيرة كوس

وقيل فُتحت أرواد سنة ٥٤ للهجرة بزمن خلافة سيدنا معاوية.



15_ معركة ذات الصواري الحاسمة

سُمّيت بهذا الاسم لكثرة صواري المراكب واجتماعها والصاري :هو عمود يُقام في السفينة يُشدّ عليه الشراع.

وحدثت سنة إحدى وثلاثين وقيل أربع وثلاثين للهجرة.

ومكانها غرب مدينة الإسكندرية.

واسباب هذه الغزوة كثيرة أبرزها هزيمة الروم في سواحل المتوسط وفتحهم قبرص  وتنامي قوتهم البحرية الإسلامية وتهديدهم لعاصمة الروم (القسطنطينية) ولما أصاب المسلمون من أهل إفريقية وقتلوهم وسبوهم  أراد الروم استعادة هيبتهم وبسط سلطانهم على البحر المتوسط ومحاولة استرجاع مركزهم في الإسكندرية.

فخرج قائد الروم (قُسطنطين بن هرقل) في جمع له لم تجمع الروم مثله مُذ كان الإسلام في خمسمائة مركب أو ستمائة وقيل ألف 

فأمر سيدنا #عثمان  معاويةَ بن أبي سفيان بأن يُمدّ أهل مصر بقوات بحرية ، فجهّز سيدنا معاويةُ أسطولاً وسيّره تحت قيادة بُشر بن أبي أرطأة انظم إلى الأسطول المصري فبلغ اسطول المسلمين (مئتي سفينة ونيّفاً)

والجميع تحت قيادة والي مصر سيدنا عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

وكانت الريح على المسلمين  فأرسى المسلمون ساعة وأرسى الروم قريباً منهم ولمّا سكنت الريح قال المسلمون: الأمن بيننا وبينكم ، فقالت الروم: ذلك لكم ولنا منكم ، فقال المسلمون: إن أحببتم فالساحل حتى يموت الأعجل منا ومنكم ، وإن شئتم فالبحر،  فقالت الروم بصوت واحد : الماء الماء

(وفضلت الروم الماء لخبرتهم فيه ومعرفتهم بأن العرب في بداية تعليمهم بالبحر وخبرتهم الطويلة بالبر).

 وقام سيدنا ابن أبي سرح باستشارة الجند ووضعهم أمام الواقع الميداني فقال: قد بلغني أن ابن هرفل قد أقبل إليكم في ألف مركب فأشيروا عليّ . فقال رجل من أهل المدينة : أيها الأمير ، إن الله جل ثناؤه يقول((كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرة بإذن الله واللهُ مع الصابرين)) .

فقال الأمير: اركبوا بسم الله فركبوا.


فبات  المسلمين يقرأون القرآن ويصلّون ويدعون ، والروم يضربون بالنواقيس.

وكان قائد الروم قد عزم على إنهاك المسلمين بأن دفعهم لرمي البيزنطيين بالسهام والرماح حتى تنفذ ذخيرتهم فيهجم عليهم فيغرقهم ويحطم سفنهم

وذلك عبر عدم اقترابه كثيراً من سفنهم حتى يحين الوقت المناسب لنفاذ ذخيرتهم.

وعندما اطمأن وظنّ أن النصر بات حليفه فنادى بغروره(غلبت الرومُ) . لكن المسلمون نفذوا خطة بربط السفن ببعضها وحولها لساحة واحدة ولما اصطدمت بهم سفن الروم أصبحت الساحة أكبر وكأنها يابسة فتضاربوا بالسيوف والخناجر واقتتلوا قتالاً ضارباً  

فيقول أحدهم رأيت الساحل حيث تضرب الريح الموج وإن علبه لمثل الظّرب(الجبل) العظيم من جثث الرجال وإن الدم غلب على الماء فقتل من المسلمين خلقٌ كثير ومن الروم ما لا يُحصى عدده وصبروا على بعض صبراً حتى أذِن الله عز وجل بالنصر للمسلمين وانهزام الروم وأولهم قائدهم قسطنطين مدبراً  فسار في مركبه إلى صِقِلّية فسأله أهلها عن حاله وكان جريحاً فأخبرهم فقالوا : أهلكت النصرانيّة وأفنيت رجالها!  لو أتانا العرب لم يكن عندنا من يمنعهم ثم قتلوه في حمام .

فكانت هذه المعركة فاصلة بحق وتركت آثارها في التاريخ على  المسلمين والرومان جميعاً  

وأكّدت على تنامي البحرية الإسلامية وبراعة قادة المسلمين(طالما تمسكوا بكتاب الله) في التخطيط والتكتيك 

وأصبح يُحسب للمسلمين حساب في البحر عند الروم بشكل كبير بعد كسرهم لواحدة من أكبر أساطيلهم 

وكانت حجرة أساس لتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية فيما بعد

وحثّت المسلمين على تطوير وتنمية الأسطول الخاص بهم وتطوير أساليب القتال فيه

ومهدت الطريق لفتح الجزر البحرية (كريت و كورسيكا وسردينيا وصقلية والبليار وغيرها )

ونسفت آمال الروم في استعادة ما خسروه من مواقع ومدن وأهمها الإسكندرية.



16_  نتائج الفتوحات 

هذا ما كان من فتوحات جيش أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان فأصبحت الدولة الإسلامية تمتد في حدودها الساحلية من أنطاكياعلى شاطىء المتوسط  في شمال الشام وفي أقصى الشرق من ذلك البحر  وإلى أقصى الغرب في شمال إفريقية.

وعلى اليابسة تمتد إلى حدود الهند والصين شرقاً وإلى تخوم الأندلس غرباً وبعد دخول أعماق بلاد الترك في الدولة أصبحت من هذا الطرف إلى ما وراء البحر الأسود شمالاً وإلى جوانب الحبشة جنوباً

●تمكّن الخليفة في سرعة استجابته لمتطلبات المعارك وضرورات المرحلة وتعاون الجبهات بمعالجة حركات الانتقاض وتثبت حدود الدولة في أطرافها كما شهدت بذلك كله الوقائع وخصوصاً جبهات الشام وفارس 

●أضفى الخليفة سمة مهمة في معالم الفتوح حيت طبعها بطابع (اللامركزية) وأجرى ذلك في مختلف الجبهات وجميع الأحوال فترك للولاة حرية اختيار كبار القادة وأمراء الجند وحرية التصرّف بالكتائب وأقسام الجيش

●زيادة رقعة الدولة وأضاف إليها أمصاراً جديدة كثيرة ودخل أهلها في دين الله أفواجاً وأهل ذمتهم آمنين على أنفسهم وأرزاقهم  فأضحت الدولة تشرف على البحر المتوسط والأحمر وقزوين والأسود وبحر العرب

●اضمحلال أمر دولتي الفرس والروم حيث تمزّق شمل الفرس وانزوت دولتهم وقُتل اخر ملوكهم(يزدجرد) وطُرد الروم من بلاد الشام وأطرافها ومصر ونواحيها 

ناهيك عن التطور البحري والعمراني والمالي وتوسيع نطاق الخدمات

وقد أمتاز الولاة الذين ولّاهم سيدنا عثمانُ وخاضوا غمار هذه الحروب بالصدق والإخلاص وطاعتهم الكبيرة لسيدنا عثمان وعفتهم ونبلهم والتضحية والفداء والتواضع وغيرها الكثير من الصفات الكريمة

هذا ما كان من فتوحات ومن نتائجها  بلمحة عامة وسنبدأ ببعض الأعمال والحوادث في خلافة سيدنا عثمان.


فصل أعمال مشهورة في خلافة سيدنا عثمان


1_ الزيادة في الحرم المكّي والنبويّ 

في سنة ست وعشرين أمر سيدنا عثمان بتجديد أنصاب المسجد الحرام وأمر بتوسيعه وابتاع من قومٍ وأبى  آخرون، وهدم عليهم   ووضع أثمان بيوتهم في بيت المال .


كما وفي سنة #تسع وعشرين زاد سيدنا عثمان في مسجد ‏رسول الله ﷺ ، 

عن عبد الله بن عمر (أن المسجد كان على عهد ‏رسول الله ﷺ مبنياً باللبن وسقفه الجريدُ وعمدهُ خشبُ النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً وزاد فيه عمرُ على بنيانه في عهد ‏رسول الله ﷺ باللبن والجريد وأعاد عمده خشباً . ثم غيّره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصّة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالسّاجِ) أخرجه البخاري

وكانت القصّة تُحمل إلى سيدنت عثمان من بطن نخل(شرق المدينة النبوية 100كلم)

فجعل طوله 160 ذراعاً وعرضه 150 ذراعاً وجعل أبوابه على ما كانت عليه على عهد سيدنا عمر  ستة أبواب(الطبري)


كما وكانت العناية بالمساجد بالمناطق التي تُفتح كبيرة زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان أشهرها حين شيّد سيدنا  عمرو بن العاص مسجد الرحمة في الإسكندرية  وشيّد سيدنا عبد الله بن عامر في إصطخر وبنى المسلمون في قبرص العديد من المساجد .


2_ جمع القرآن بعد  فتنة اختلاف قراءات القرآن وتطويق سيدنا عثمان لها

هذه الفقرة يجب على كل مسلم أن يفهمها جيداً ويدحض بها مزاعم الرا فضة وسنقسم هذه الفقرة لأرقام للتركيز بها


● أسباب جمع سيدنا عثمان القرآن ؟

قدم سيدنا حذيفة بن اليمان على سيدنا عثمان وكان غازياً في أرمينة مع أهل الشام وأذربيجان مع أهل العراق فأفزعه اختلافهم في القراءة فقال سيدنا حذيفة: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصاري 

وكذلك فشا الاختلاف في القراءات وتخطئة الناس بعضهم بعضاً في أمصار أخرى حتى في حاضرة الخلافة(المدينة ) جعل المعلّم يعلّم قراءة الرجل والمعلّم يعلّم قراءة الرجل الآخر فيختلف الغلمان فبلغ ذلك سيدنا عثمان ففزع  وقام خطيباً فقال :

(أنتم عندي تختلفون وتلحنوم فمن نأي عني من الأمصار أشدُّ فيه اختلافاً وأشدُّ لحناً، اجتمعوا يا أصحاب ‏رسول الله ﷺ فاكتبوا للناس إماماً)

والذي دفع سيدنا حذيفة للقدوم من أرمينة إلى المدينة هو أمر عظيم يترتب عليه الافتتان في الدين بالاختلاف في دستور المسلمين المنزّل من عند الله تعالى حتى وصل الحال لرمي الناس بعضهم لبعض بالكفر من أجل الاختلاف بالقراءات المنقولة بالتواتر عن ‏رسول الله ﷺ. 

وطلب من سيدنا عثمان أن ينهض بهذا العبء الكبير ويدرك الأمّة.


#تنويه 

حفظ القرآن بالعهد النبوي بمعنى جمعه في الصدور وكتابته  على الأوراق المتفرقة قد تم في عهد ‏رسول الله ﷺ فإن جمعه بمعنى جمع أوراقه المكتوبة في مصحف واحد قد تم في عهد سيدنا أبو بكر الصدّيق ثم نُسِخ من هذا المصحف عدّة نُسَخٍ بُعثت إلى الأمصار زمن سيدنا عثمان.

وحديث زيد بن ثابت  أنهم عندما أتموا جمع القرآن زمن أبي بكر (كانت الصُحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياتهُ ثم عند حفصة بنت عمر) البخاري ولم توضع عند سيدنا عثمان النسخ لأن سيدنا عمر أوصى شورى ولو أعطاها لأحد لكان ترجيحاً له.


● أدرك سيدنا عثمان

خطر ما سيُقدم عليه فلم يشأ أن ينفرد فيه  فلجأ إلى سُنّة الشورى فجمع المهاجرين والأنصار وأعيان الأمة وعلماء الصحابة وفي مقدمتهم سيدنا علي بن أبي طالب(لم يكن سيدنا ابن مسعود فكان بالكوفة حينها)

فعرض سيدنا عثمان هذه المعظلة على صفوة الأمّة  وتشاورا فعرفوا رأيه وعرف رأيهم فأجابوه إلى رأيه

عن سويد بن عفلة قال(والله لا أحدّثكم إلا شيئاً سمعته من علي بن أبي طالب ، سمعته يقول :يا أيها الناس ، لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيراً _أو قولوا له خيراً_في المصاحف وإحراق المصاحف فوالله ما فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا جميعاً ، قال

ما تقولوم في هذه القراءة ؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول : إن قراءتي خيرٌ من قراءتك وهذا يكاد أن يكون كفراً ! قلنا فما ترى ؟ قال أرى أن نجمع الناس على مصحفٍ واحد فلا تكون فرقة ولا يكوم اختلاف ، قلنا فنعم ما رأيت قال : أي الناس أفصحُ ، وأي الناس أقرأُ؟ قالوا أفصح الناس سعيد بن العاص وأقرؤهم زيد بن ثابت ، قال: ليكتب أحدهمت ويُمل الآخر. ففعلا، وجُمع الناس على مصحف . قال: قال علي : والله لو وليتُ لفعلت مثل الذي فعل) أخرجه أبو داوود


الحديث الذي رواه البخاري عن أنس بن مالك 

أن سيدنا عثمان أمر سيدنا(زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام) بنسخ الصحف التي عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر وقال للقرشيين الثلاثة إذا اختلفتم في شي مع زيد بن ثابت فاكتبوا بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم . ففعلوا.

يؤخد من الأحاديث الواردة في صحاح أهل السنة أن الحامل لسيدنا عثمان على جمع القرآن هو اختلاف القراءات وأنه اعتمد على الصحف التي جُمعت في عهد سيدنا أبو بكر ونُقل منها المصحف العثماني الذي بين أيدينا الآن.

وأنه أمر أربعة من أشهر قراء الصحابة الكرام إتقاناً لحفظه ووعياً لحروفه وأداء لقراءته وإعرابه .

ثلاثة قرشيين وزيد الأنصاري الذي كان صاحب الجمع الأول في عهد الصدّيق  .

ومعنى إن اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرآن أي في رسم كتابته فاكتبوه بالرسم الذي يوافق لغة #قريش ولهجتها من نحو همز وغيره فإنه نزل بها وهي لغة ‏رسول الله ﷺ وهي أفصح لغات العرب  ومن ذلك ما قاله الزهري ( فاختلفوا يؤمئذٍ في _التّابوت و التّابوه_ فقال القرشيون التّابوت وقال زيد التّابوه . فرُفع اختلافهم إلى سيدنا عثمان فقال اكتبوه التّابوت فإنه نزل بلغة قريش) رواه الترمذي.


وفي بعض الروايات الصحيحة أن لجنة الجمع كانت أثنتي عشر رجلاً وكان هو يتعهدهم وهو من كبار الحفظة (سيدنا عثمان حافظ لكتاب الله)


كلّف سيدنا عمثان اللجنة بنسخ عدد من المصاحف 

قيل خمسة وقيل سبعة وإرسالها إلى الأمصار الكبرى وتسمى المصاحف العثمانية الأئمة ولم يكتبها سيدنا عثمان بيده إنما كتبها سيدنا زيد بن ثابت وغيره وسُميت عثمانية نسبة لأنها بعهد سيدنا عثمان وتحت إشرافه ومتابعته وبأمره وقد قُرئت على الصحابة بين يدي عثمان ثم أنفذوها إلى الآفاق (البداية والنهاية) 

ولمّا نسخ سيدنا عثمان المصاحف ردّ الصحف إلى حفصة أم المؤمنين وأحرق ما سوى ذلك عنده وأمر الناس بالأمصار بحرق ما عندهم

عند البخاري(أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوه وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)

ومثلما وافق الصحابة على الجمع وافقوا على الحرق وأثنوا عليه

عن مصعب بن سعد قال أدركت الناس متوافرين حين حرّق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال لم ينكر عليه أحد.(المصاحف وصححه ابن كثير)

وأما سبب عدم تحرّيق الصحف التي عند أم المؤمنين حفصة لأنها رسمية وعليها أجماع المسلمين والتريث فيها حتى ذيوع المصحف بين المسلمين وعامتهم


●ومن ذلك يتضح أن سيدنا عثمان  

كان في هذا العمل الجليل الخالد ينظر بنور الله عز وجل إلى مستقبل الإسلام البعيد فهو لم يعتمد على حفظه وإتقانه وحفظ جماعات من المشهود لهم بالتجويد والقراءة من أعلام الصحابة  بل جعل العمدة في عمله (صُحف الأجماع القاطع) وكان من الموفقات الربانية لسيدنا عثمان أن الذي كان على رأس القائمين بالعمل هو نفسه الذي نهض بالعمل في عهد الصدّيق وعمر ذلك العلم الفيصل سيدنا زيد بن ثابت  اقرأ الناس للقرآن الكريم.


وبهذا العمل لسيدنا عثمان مِنة على كل مسلم إلى يوم الدين 

(قال التابعي الثقة أبا العنبر غُنيم لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرؤون الشِعر) ابن كثير

.

وقال ابن كثير رحمه الله (ومن مناقبه الكبار وحسناته العظيمة أنه جمع الناس  على قراءة واحدة  وكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها  جبريل على ‏رسول الله ﷺ في آخر سني حياته) البداية والنهاية


أما ما يزعمه ملحدي بني رفض أتباع ابن سبأ أن عثمان حرص على الحرق ليخفي التبديل الذي أحدثه بالنص القرآني ويحذف ما يتعلق بسيدنا علي على وجه الخصوص  !!

فلو كان كذالك كيف سيتعامل مع الحفظة للقرآن في الأمصار ؟  

بل هل سيدنا علي الذي شهد له التاريخ والجميع أنه لا يخاف من شيء في الدنيا ولا يخاف بالله لومة لائم ولا يداهن بالحق ولو على دمه يرضى ويسكت لهذا الفعل !!

نحن ندرك أنهم لا يصدقون روايات الإمام البخاري وكتب أهل السنة لكن لو يجيبونا على الشطر الأخير فقط من هذا المقال .


3_ سقوط خاتم النبيﷺ في بئر

يروي ابن الأثير أن في سنة ثلاثين للهجرة سقط خاتم ‏رسول الله ﷺ من يد سيدنا عثمان في بئر #أريس وهي منطقة قريبة من المدينة النبوية وكانت قليلة الماء .

وكان ‏رسول الله ﷺ قد اتخذه لمّا أراد أن يكاتب الأعاجم للدعوة.

وذلك بعدما قيل له إنهم لا يقبلون الكتاب إلا مختوماً  فأمر أن يُصنع له خاتماً من حديد فصُنع له فجعله في إصبعه فأتاه سيدنا جبرائيل فنهاه عنه  فنبذه فأمر بصُنع خاتم من نحاس فصُنع له فنهاه عنه سيدنا جبرائيل فأمر بصُنع خاتم من فضة فصُنع له وجعله في إصبعه فأمره سيدنا جبرائيل أن يقرّه فأقرّه  

وكان نقشه ثلاثة أسطر ( محمد في سطر ورسول في سطر  و الله في سطر ) 

وختم فيه ‏رسول الله ﷺ حتى تُوفّي ثم تختّم به سيدنا أبو بكر حتى تُوفّي ثم سيدنا عمر حتى تّوفّي ثم تختّم به سيدنا عثمان ست سنين 

يقول ابن الأثير في الكامل أن  المسلمون حفروا بئراً بالمدينة فقعد سيدنا عثمان على رأس البئر وجعل يلعب بالخاتم فسقط من يده في البئر ، فنزحوا البئر من الماء ولم يقدروا عليه وجعل في من يأتي بالخاتم مالاً عظيماً وأغتمّ لفقدانه غمّاً شديداً ، فلمّا يئس منه صنع خاتماً على مثاله ونقشه فبقي في إصبعه يختّم به حتى نهاية حياته.



فصل شؤون الدولة في خلافة سيدنا عثمان


1_ الشأن الإسلامي 

مشى سيدنا عثمان على نهج وطريقة سيدنا عمر في هيكلة الدولة وتنظيمها وأضاف لها بما يتناسب مع المرحلة .

●وفي الشأن الإسلامي أعظم وأجل أعمال سيدنا عثمان هو المصحف الإمام الذي جمع عليه المسلمين كما قدّمنا وتوزيعه على ولايات الدولة وحفظ دستور هذه الأمة وقطع دابر الفتنة والاختلاف

● ووجه عناية كبيرة لبناء المساجد والعناية به وكان الحرمين الشريفين في مقدمة هذه العناية 

●فرض الرواتب للأئمة والمؤذنين والقضاة وغيرهم ممن يقوم على ديوان المساجد

● وكان سيدنا عثمان يحج بالناس أميراً من سنة ٢٥ إلى سنة ٣٤  وقد أمّر سنة ٢٤ على الموسم سيدنا عبد الرحمن بن عوف وفي سنة ٣٥ بعث سيدنا عبد الله بن عباس أميراً بالحج لأنه كان قد حُصر(سيأتي تفصيله).

●يسّر السُبل في طريق الحجاج ومن ذلك أعمال والي البصرة سيدنا عبد الله بن عامر بتوفير الخدمات للحاج العراقي من حفر الطرق والآبار وإقامة الاستراحات.


وكان لسيدنا عثمان العديد من الاجتهادات  

ففي صلاة التراويح جمع الرجال والنساء على إمام واحد .

وزاد الأذان الثاني يوم الجمعة على الزّوراء 

وأتم الصلاة بمنى(صلى أربع ركعات )

وقال أن الإفراد بالحج مقدّم على التمتع

وأمر المرأة التي في العدة بالعودة عن الحج إلى بيتها

ونهى عن نكاح المحلل

وأهدر طلاق السكران 

وغير ذلك من الاجتهادات التي مشى عليها المسلمين في عهده  وهذه كلها لها تفصيلات وأدلة وأقوال صحابة في كل جزيئة منها  يمكن الاطلاع عليها ومن لم يصل لأي نقطة منها نوضّح له النقطة إن شاء الله


2_ القضاء والحِسبة في خلافة سيدنا عثمان

فقد تميّز  العهد الراشدي في ميدان القضاء بأمرين أساسين وهي:

•المحافظة على نصوص العهد النبوي في القضاء والتقيد بما جاء فيه والاستمرار بالالتزام به

•وضع التنظيمات القضائية الجديدة لترسيخ دعائم الدولة الجديدة ومواجهة المستجدات.


وقد أحدث سيدنا عمر نقلة متميزة وواسعة في أسس القضاء وقواعده وتعيين القضاة وصلاحياتهم وأرزاقهم وجاء سيدنا عثمان فاتبع هدي ‏رسول الله ﷺ في القضاء وبنى على سوابق سيدنا أبو بكر وعمر ، وطوّر في السياسة بما يناسب عهده والمستجدات فيه.

■ومصادر القضاء في خلافة سيدنا عثمان (القرآن الكريم والسّنّة النبوية والاجتهاد والإجماع والقياس والسوابق القضائية).

ويبقى ذلك تحت ظل الشورى والمشاورة في مسائل القضايا والأحكام،

 ولم يكن للقضاء مكان مخصص بل يمكن أن يقضي القاضي في البيت والمسجد والشائع في المسجد.

وكان سيدنا عثمان قد اتخذ #داراً للقضاء لتكون خصيصاً له مع إبعاد الضجيج عن المسجد وفسح المجال للناس من الدخول إليه فكان سيدنا عثمان أول من أتخذ داراً للقضاء في المدينة ثم شاع ذلك في الأمصار الأخرى .

وقد كتب سيدنا عثمان كتباً إلى عمال الخراج والقضاة يحثهم على العدل مع الرعية والوفاء والأمانة (سبق ذِكرُه)

والقاعدة العامة في العهد الراشدي أن القاضي كان ذا اختصاص شامل لجميع القضايا المالية والأحوال الشخصية وفي الأبدان والجنايات والقصاص والحدود وكان الخلفاء غالباً ما يرسلون القضاة ولا يحدّدون لهم ما يحكمون فيه ولا يطلبون منهم الرجوع إليهم إلا في الأحوال المعضلة وخاصة فيما لا نصّ فيه من القرآن والسّنّة والذي يعتمد على الاجتهاد والرأي

.

وكانت القضايا الكبرى والخطيرة في الجنايات والقصاص والحدود تُنظر في الغالب من قبل الخليفة في العاصمة وهذا ما حرص عليه سيدنا عثمان وانحصرت الموافقة على تنفيد حدّ القتل بالخليفة وحده وبقي للولاة حق المصادقة على أحكام القصاص دون القتل(تاريخ القضاء في الإسلام).

وتكونت نواة قضاء المظالم والحسبة في العهد النبوي ثم أحدث فيه سيدنا عمر تطوراً ضخماً وشمولياً وجاء سيدنا عثمان فسار على نهجه وحافظ على الأوضاع التي رسمها سيدنا عمر ، وكتب سيدنا عثمان إلى أمراء الأجناد (وقد وضع لكم عمر ما لم يغِب عنّا ، بل كان عن ملأ منا ، ولا يبلغنَّي عن أحد منكم تغيير ولا تبديل ، فيغيّر الله ما بكم، ويستبدل بكم غيركم) الطبري.

#أشهر_القضاة في خلافة  سيدنا عثمان

  • المدينة (زيد بن ثابت)
  • دمشق(أبو الدرداء)
  • البصرة(كعب بن سُور)
  • الكوفة(شُريح)
  • اليمن(يعلى بن أمية)
  • صنعاء(ثُمامة)
  • مصر(عثمان بن قيس بن أبي العاص)

وكان بعضهم يجمعون بين الإمارة والقضاء ومنهم

  • أبو موسى الأشعري والي البصرة وقاضي أحداثها
  • نافع بن عبد الله الخزاعي أمير مكة وقاضيها
  • سفيان بن عبد الله الثقفي أمير الطائف وقاضيها

وكان أمير المؤمنين عثمان يتولى قضاء المدينة بنفسه  ولا يعارض ذلك قضاء سيدنا زيد فإنما سيدنا عثمان يدير الدولة وسيدنا زيد يعاونه بالفصل في قضايا الناس.

ونماذج من أقضية سيدنا عثمان وقيامه بالحسبة  يمكن مراجعتها في كتب الفقه والسُّنن  .


3_المال موارده وإنفاقه وكيف كان شكل النقود  في خلافة سيدنا عثمان ؟

كانت  موارد الأموال من :

●الزكاة : 

وتتولى الدولة القيام بهذا الركن عن طريق المُصدِّقين والأمناء وعمال بيت المال وكان سيدنا عثمان يأمر المسلمين بهذا الركن  حتى في دار الخلافة وقد روى الإمام مالك في المُوطّأ قول قُدامة بن مظعون(كنت إذا جئت عثمان بن عفان أقبض عطائي سألني: هل عندك  من مالٍ وجبت فيه الزكاة؟ قال: فإن قلتُ نعم، أخذ من عطائي زكاة ذلك المال، وإن قلت لا دفع إليّ عطائي)

●الغنائم: 

وهي ما غلب عليه المسلمون من أموال أهل الحرب حتى يأخذوه عنوة فلا يدخل فيها الفيء وهو ما أُخذ من أموال أهل الحرب دون قتال( الخمس لبيت المال وأربعة أخماس للمقاتلين) وهذا نص عليه القرآن الكريم.

●الجزية والخراج : 

والجزية مقدار من المال يُفرض على أهل الكتاب الذين يعيشون في الدولة المسلمة وتؤخذ من البالغين من الرجال دون النساء والأطفال وهي ثمن حماية المسلمين لهم 

والخراج وهو مقدار على الأراضي التي فتحها المسلمون عنوة وأوقفها الإمام لمصالح المسلمين على الدوام وهو بخلاف الجزية المفروضة على الأفراد لا يسقط بإسلام صاحب الحق في استثمار الأرض سواء كان رجلاً أو امرأة عبداً أو حراً

●العشور: 

وهي تُفرض على تجارة التجار غير المسلمين الذين يمرون بتجارتهم بأراضي المسلمين  وكان قد فرضها سيدنا عمر ومقدارها ١٠% واستمر عليها سيدنا عثمان


●واردات إقطاع الأراضي وإحياء الأرض الموات:

وهي اقتتطاع أراضي واستصلاحها واستثمارها


نفقة الأموال

مثلما تدفقت الأموال على الخزينة كذلك كثرت المشاريع والتنمية العامة والخاصة وفرص العطاء حتى شعر كل إنسان أنه قد نال حقه من مال الأمة وهذا كان سائداً في العهد الراشدي كاملاً

فكانت هناك العديد من المجالات في ربوع الدولة فكان 

●الجهاد في سبيل الله  فأخذ سيدنا عثمان قسماً من أموال الزكاة وأنفقه في تموين الجيوش وتوسيع رقعة الفتوح وكان يرد تلك الأموال إذا اتسعت الموارد الأخرى لردّه

●موائد الخير في رمضان للفقراء وغيرهم  وقد سنّ هذه الموائد سيدنا عثمان كما عند الطبري

●إنشاء منازل ضيافة  فأتخذ سيدنا عثمان منازل للغرباء الذي لا يملكون منازل  ومنا دار ابن مسعود في الكوفة فكان ينزلها الأضياف(الطبري)

●التوسعة على المملوكين  فللمملوك نصيب من الزكاة كما جاء في قوله تعالى (وفي الرقاب)التوبة

وقد استغرقتهم خيرات الدولة في عهد سيدنا عثمان  فكان مما زاد الناس على يده أن ردّ على كل مملوك بالكوفة من فضول الأموال ثلاثة دراهم في كل شهر يتسعون بها من غير أن ينقص مواليهم من أرزاقهم(الطبري)

●إنفاق خمس الغنائم في وجوهه المشروعة

قال ‏رسول الله ﷺيا أيها الناس إنه ليس لي من هذا الفيء شيء إلا الخمس والخمس مردود عليكم(أخرجه أبو داوود والنسائي ) والخليفة ينفق منه فيعطي لقرابة ‏رسول الله ﷺ باجتهاده ويصرف الباقي على مصالح المسلمين.وقد عمل بذلك الخلفاء الراشدين الأربعة(الطبري) 

●الإنفاق على الحج ومرافقه وكذالك كسوة الكعبة

●نفقات الإعمار والمرافق المتنوعة  

كبناء المساجد  وتسبيل المياه والعناية بالموانئ بعد تطور البحرية في عهده وحفر الأنهار والقنوات منها وبناء الثغور  إلى غير ذلك من الأمور

●المرتبات والأرزاق وهذا يستهلك أموال ضخمة  من رواتب الولاة والجند وغيرهم 

●نفقات المؤسسة العسكرية  وهذه أيضاً تحتاج أموال ضخمة لكثرة أقسامها وفي مقدمتها الأسطول البحري في الشام ومصر وإمداد الجيش بالخيل والمؤن والسلاح

كيف كان شكل الأموال ؟ 

استخدم المسلمون في عصر الرسالة وعهد سيدنا أبو بكر  الدنانير الهرقلية والدراهم الكسروية كما هي

وفي خلافة سيدنا عمر وضع المسلمون بصمتهم بإضافة نقوش عربية وإسلامية على العملات المتداولة  

ومشى سيدنا عثمان على هدي سيدنا عمر في ذلك حيث ضرب نقوداً ونقش عليها عبارة(الله أكبر)  واقتدى بسيدتا عثمان بعض ولاته


4_فرص العطاء وفيض المال

أوضحنا كيف تدفقت الأموال في خلافة سيدنا عثمان فبسط سيدنا عثمان يده بالبذل والعطاء 

وذلك يصوره لنا الحسن البصري وغيره  في أقوالهم:

قال الحسن

(قلما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون فيه خيرًا، فيقال لهم: يا معشر المسلمين، اغدوا على أعطياتكم. فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: يا معشر المسلمين، اغدوا على أرزاقكم. فيأخذونها وافرة، ثم يقال لهم: اغدوا على السمن والعسل. الأعطيات جارية، والأرزاق دائرة والعدو منفي، وذات البين حسن، والخير كثير، وما مؤمن يخاف مؤمنًا، )تاريخ المدينة  ابن شبة


وروى الطبري قول عامر الشعبي قال ((أول خليفة زاد الناس في أعطياتهم مائة عثمان فجرت، وكان عمر يجعل لكل نفس منفوسة من أهل الفئ في رمضان درهما في كل يوم وفرض لازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم درهمين درهمين فقيل له لو صنعت لهم طعاما فجمعتهم عليه فقال أشبع الناس في بيوتهم فأقر عثمان الذي كان صنع عمر وزاد فوضع طعام رمضان فقال للمتعبد الذي يتخلف في المسجد وابن السبيل والمعترين بالناس في رمضان))


وروى ابن شبة في تاريخه قول ابن سيرين(لم تكن الدراهم في زماني أرخص منها في زمان عثمان رضي الله عنه أن كانت الجارية لتباع بوزنها وأن الفرس ليبلغ خمسين ألفاً مما يعطيهم).

وروى ابن شبة 

(حدثنا محمد بن سلام ، عن أبيه قال ، قال عبد الله بن خالد 

لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما : كلم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فإن لي عيالا وعليّ ديناً. فقال : كلّمه فإنك تـجده براً وصولا. فكلمه فزوجه بنته ، وأعطاه مائة ألف ، فولدت له عثمان بن عبدالله. فكان لا يكلم إخوته كِبراً بعثمان . )


إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة عن الأعطية التي شملت الجميع من الحييّ السخيّ ذو النورين 

وهذا يعطيك صورة عن كثرة العطاء والخير فلا حاجة لتفاصيل المرتبات وغيرها


5_ الشأن العسكري

 في خلافة سيدنا عثمان 

كانت القبيلة هي الوحدة العسكرية في ميدان القتال وبقيت الروابط القبلية بين الدولة والقبيلة فاعلة ، إلا أن تغلغل الإسلام في المجتمع وقوة العقيدة الإسلامية في النفوس أدى إلى إضعاف الروح القبلية شيئاً فشيئاً  فظهرت معايير المساواة والتقوى وغلبت الروح القبلية.

وكان الجيش عربياً في بادئ الأمر وبعد الحروب التي سبق وتكلمنا عنها استسلم الكثير من قوات الفرس والروم وحلفائهم ودخل البعض في الإسلام ورغبوا في الالتحاق بالقوات الإسلامية وقد عاملتهم الدولة بمرونة.

فالحقتهم بقواتها ولكن تشكيلاتهم وفرقهم مستقلة وسُمح لهم بالتحالف والارتباط بالقبائل العربية، كما أُدخلوا ديوان العطاء.

ومن هؤلاء (الحمراء ) من الروم ، و (الأبناء) من أهل صنعاء ، و(الديالمة و القياقنة والأساورة ) من الفرس.

وقد عرف الجيش الإسلامي عدة رتب عسكرية تتمثل :

أمير الجيش ونائبه وأمراء الكراديس وأمراء التعبئة والنقباء والعرفاء 

وكانت الجيش يرفع راية سوداء  ولواء أبيض كما كان الأمر في عهد النبوّة

وكانت الدولة حريصة على تربية الخيول وإقامة الحمى لها لأغراض الجهاد.

وكانت التعبئة تعتمد على نظام الصفوف والكراديس والخميس(ميمنة ميسرة قلب ساقة مؤخرة) 

وكل كردوس فيه عدد حسب العدد الأصلي للجيش وبين الكردوس والكردوس مسافة أرض لحرية الحركة والإلتفاف.

●وقد عرف الجيش الإسلامي نظام الاستطلاع  وتقدّم فيه لمعرفة البلاد المجاورة 

●ويعتبر التقدم في الأسطول البحري في عهد سيدنا عثمان نقلة نوعية جداً حيث تم كسر الأسطول الرومي المتطور في أكثر من واقعة 

●كذالك تم إنشاء المسالح في الثغور وأطراف الدولة وحدودها مع الفرس والروم وبخاصة البحرية منها والجزر ونقل وتحشيد الجنود فيها كما فعل سيدنا معاوية في قبرص حيث حشدها ب ١٢ ألف عسكري كما أسلفنا

● وكانت المعسكرات والمسالح هي العواصم الكبرى فالمعسكرات الشامية كانت في دمشق وحمص

ومعسكرات العراق في الكوفة والبصرة 

ومعسكر مصر في الفسطاط 

ومعسكر جزيرة العرب في البحرين

ومن هذه المراكز الرئيسية تنطلق السرايا والإمدادات للجبهات المختلفة 

●وعملت الدولة على التعبئة والحشد وتفعيل نظام الصوائف والشواتي(غزوات في الصيف والشتاء)

وتميزت الوحدات بسرعة الحركة في المناطق الوعرة وذلك يعود لخطط الأمير وقادة الجند

((وقد تميّز الشأن العسكري في خلافة سيدنا عثمان بالمركزية في الإطار العام  من خلال تحديد الأهداف الكبرى للولاة وترك الوالي أو الأمير يعمل بما يراه مناسباً بالجبهة والحشد والخطط ))

وكان هذا العمل قد انتهجه سيدنا أبو بكر (معارك سيدنا خالد كانت شاهدة على ذلك)  وطوّر بها سيدنا عثمان نظراً لاتساع رقعة الدولة وترامي أطرافها  وقد كان يُنسّق الإمدادات والتعاون بين الجبهات (كان ذلك واضحاً في منشور معركة ذات الصواري وغزو إفريقية وغيرها الكثير من المدد)


6_ التعليم والمدارس 

بنى الإسلامُ الأنسان على الإيمان والعلم بتوجيهات القرآن الكريم والسُّنّة النبوية حتى إذا جاء عصر الخلفاء الراشدين فاتسع نطاق التعليم وامتدّ ليشمل الكتاتيب وحلقات العلم ومجالسه في المساجد ودور العلماء .

بدايةً : 

ظهرت جذور المدارس الفكرية والعلمية المتنوعة متمثلة :

بمدرسة سيدنا أبي موسى الأشعري في البصرة (القراءات)

ومدرسة سيدنا عبد الله بن مسعود في الكوفة(الفقه)

ومدرسة سيدنا عبد الله بن عباس في مكة (التفسير)

والمدرستين البصرية والكوفية في (النحو)

وكان من السمات البارزة للتعليم  حريته ومجانيه وشموله الجميع  ويناله الفقير والغني بل الفقير أعظم حظاً فيه .


موضوعات التعليم

انتشرت القراءة والكتابة في عهد سيدنا عمر وعثمان وما بعدهما بصورة واسعة وكانت الوسيلة الغالبة لنشر العلم هي السماع والمشافهة والاعتماد على الذاكرة التي اشتهر بها العرب .

فعرف المسلمون أنماطاً وتخصصات من العلوم تمثلت في (القرآن وعلومه،الحديث،الفقه،اللغةالعربية،

التاريخ،الأنساب،الشِعر ،القصص،الحِكم،الأمثال)

وأسهم جماهير غفيرة من الصحابة والتابعين في نشر العلم وتفتيح العقول وتثقيف عامة المسلمين والشعوب التي دخلت أفواجاً في الدين. 

فبعد أن جُمع القرآن وبدأ النسخ من المصحف الإمام  اعتنى المسلمون بالسُّنّة النبوية وبرز أعلام من رواة الحديث من الصحابة والتابعين وتنامى النشاط الفقهي وبرز في الفقه أعلام كبار من الصحابة والتابعين وأورثوا الأجيال التي لحقتهم ثروة فقهية ضخمة يتناقلها الأجيال  وأما علم التاريخ فقد تم العناية بالسيرة النبوية ومغازي ‏رسول الله ﷺ 

مشاركة المرأة وشمولية التعلبم

وكانت الدولة تفرض الرواتب للمعلمين والأئمة والمقرئين  وإرسال البعثات التعليمية للأمصار والبوادي والأماكن النائية 

وشاركت المرأة في التعليم الذي شمل الكبير والصغير والذكر والأنثى وكانت المساجد هي منارات العلم فيها تُعقد مجالسه وحلقاته كما أُنشئت الكتاتيب لتعليم الأطفال مفصولة عن المساجد.

المدارس والمنارات الكبرى

●مدرسة المدينة وهي أهم مراكز الحركة العلمية والفكرية في عصر النبوة والخلا.فة الراشدة فهي مجتمع الصحابة ومنها انبعث العلم وانتشر وفيها شاع ثم انتشر علمُ الخلفاء الأربعة وظهر آثارها على جميع المدارس في البلاد الأخرى ومن أشعر الشخصيات : سيدنا (زيد بن ثابت كاتب الوحي، أبو هريرة راوية الإسلام، عبد الله بن عمر) وأم المؤمنين عائشة .وجاء بعدهم الفقهاء السبعة 

●مدرسة مكة المكرمة

فهي مركز ديني وفيها اجتماع العلماء في موسم الحج وأبرز معالمها سيدنا (عبد الله بن عباس مدرسته التفسير والفقه والحديث واللغة) التي تركت آثارها على جميع المدارس ومن مشاهير علمائها( سيدنا عبد الله بن عمر وكان يجلس مع سيدنا ابن عباس يفتون الناس في المواسم)

●مدرسة البصرة

وقد نزل البصرة أكثر من ١٠٠ صحابي من أشهرهم سيدنا (أبو موسى الأشعري وأنس بن مالك وعمران بن حُصين) نشروا فيها العلوم وكانت تنافس مدرسة الكوفة في مختلف العلوم

وقيل قد بلغ الذين حفظوا القرآن على أبي موسى ثلاث مئة وبضع رجال  وقيل الذين حملوا الحديث عن أنس ٢٣٠ رجلاً  

●مدرسة الكوفة

كانت تُضاهي مدرسة المدينة فقد نزلها  ٣٠٠ صحابي من أصحاب الشجرة و٧٠ من أهل بدر أبزهم سيدنا (علي بن أبي طالب وابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وسلمان الفارسي) وعلى أيديهم نشأت أجيال ضخمة من أئمة التابعين في مختلف العلوم وكان لسيدنا ابن مسعود الأثر الكبير فيها 

●مدرسة الشام

وهي من كبريات مدارس العلم في الإسلام ونزلها الجمّ الغفير من الصحابة  فترجم ابن سعد ل ١٠٧ أنفس منهم في طبقاته نزلوا (دمشق وحمص وفلسطين) وغيرها ومن أعلامهم  سيدنا (أبو عُبيدة بن الجراح وأبو الدرداء ومعاذ بن جبل وعُبادة بن الصامت وخالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان) 

وكانت حلقات سيدنا  أبو الدرداء تبلغ زهاء ١٦٠٠ نفس وعلى كل حلقة عريفاً.

●مدرسة مصر

كان في الجيش الذي فتح مصر طائفة من الصحابة وعلمائهم فنشروا العلوم هناك ومن أشهرهم سيدنا (عبد الله بن عُمر وعبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر) 

وكان سيدنا عقبة مقرئاً محدثاً شاعراً كاتباً  وروى عنه أهل مصر  وبثّ ابنا عمر وعمرو بمصر أحاديثاً كثيرة


 

7_الولاة في خلافة سيدنا عثمان

مكة المكرمة : 

  • •خالد بن العاص بن هشام المخزومي كان عليها زمن سيدنا عمر وأبقاه سيدنا عثمان مدة ثم عزله
  • •علي بن ربيعة بن عبد العزى العبشمي
  • •عبد الله بن عمرو الحضرمي
  • •خالد بن العاص بن هشام  ثانيةً في أواخر خلافته واستشهد سيدنا عثمان وهو عليها

المدينة النبوية:

هي عاصمة الخلافة وفيها يقيم أمير المؤمنين وكان إذا خرج منها يستخلف عليها سيدنا زيد بن ثابت

الشام

كان عليها عدة ولاة لكثرة أمصارها وولاة فرعيون على البلدان الصغيرة  وقد جمع سيدنا عثمان الشام كلها لسيدنا معاوية بن أبي سفيان وصار الأخير يولي الولاة على البلدان 

  • فكان على حمص (عمير بن سعد الأنصاري واستعفى فأعفاه سيدنا عثمان ثم تولاها عبد الرحمن بن خالد بن الوليد من قِبل سيدنا معاوية)
  • وكان على فلسطين علقمة بن حكيم الكناني
  • وعلى قنسرين حبيب بن مسلمة
  • وعلى الأردن أبو الأعور السُّلمي
  • وعلى نواحي البحر عبد الله بن قيس الجاسي

البحرين واليمامة

  • •عثمان بن أبي العاص كان على زمن سيدنا عمر فأقرّه سيدنا عثمان 
  • •مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي
  • •عبد الله بن سوّار العبدي
  • •سبرة بن عمرو العنبري على اليمامة

الطائف

القاسم بن ربيعة الثقفي

اليمن وحضرموت

  • •يعلى بن مُنية على صنعاء طيلة زمن سيدنا عثمان
  • •عبد الله بن أبي ربيعة على الجَنَد(اسم منطقة) 

العراق

  • ▪︎كان على البصرة سيدنا أبو موسى الأشعري زمن سيدنا عمر فأقرّه سيدنا عثمان أربع سنين
  • ▪︎ثم على البصرة عبد الله بن عامر بن كُريز واستمر عليها بعد أبي موسى بقية زمن سيدنا عثمان
  • ○سيدنا المغيرة بن شعبة الثقفي على الكوفة وكان واليها عند استشهاد سيدنا عمر وبقي في خلا.فة سيدنا عثمان نحو سنة ثم عُزل
  • ○سيدنا سعد بن أبي وقاص (الكوفة ) بعد المغيرة  وشاركه سيدنا  عبد الله بن مسعود فكان على بيت المال فيها 
  • ○الوليد بن عُقبة بن أبي مُعيط (الكوفة) بعد سعد فبقي فيها زمناً طويلاَ ثم عُزل 
  • ○سعيد بن العاص الأموي (الكوفة) بعد الوليد ثم عُزل 
  • ○أبي موسى الأشعري(الكوفة) بعد سعيد بن العاص
  • ▪︎جرير بن عبد الله البجلي (قرقيسياء)
  • ▪︎عُتيبة بن النّهاس(حلوان)


إرمينية وأذربيجان وما حولها

  • •سلمان بن ربيعة الباهلي(إرمينية)
  • •حذيفة بن اليمان (أذريبجان) ثم ضم إليه سيدنا عثمان إرمينية بعد أن وجّه سلمان إلى الجزيرة
  • •الأشعث بن قيس (أذربيجان)
  • •المغيرة بن شعبة ولّاه سيدنا عثمان إرمينة وأذربيجان وبقي عليها حتى استشهاد سيدنا عثمان

مصر وما حولها

كان عليها سيدنا عمرو بن العاص زمن سيدنا عمر وأقرّه سيدنا عثمان صدراً من خلافته ثم تولاها عبد الله بن أبي سرح وبقي عليها حتى استشهد سيدنا عثمان

■ خراسان و كور بلاد فارس

  • سعيد بن قيس (الرّي)، عبد الله بن عُمير الليثي(سجستان)
  • السائب بن الاقرع (أصبهان) ، النُسير العجلي(همذان)
  • عُمير بن عثمان بن سعد (خراسان) 
  • الأحنف بن قيس(مرو الروذ ومرو الشاهجان)
  • حبيب بن قرة اليربوعي(بلخ) 
  • خالد بن عبد الله بن زهير(هراة) 
  • أمين بن أحمد اليشكري(طُوس) 
  • قيس بن الهيثم السُّلمي(نيسابور) 

والعديد من الولاة الفرعيون وذلك لترامي أطراف الدولة 


 





عن الكاتب

الكاتب

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد