صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

معركة القادسية بتفصيل سهل

وسنعتمد في مقالنا هذا على كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير

من الحلول التي عمل بها الفرس أن بحثوا عن أحد الناس من سلالة كسرى ليتفق عليه قومهم فخلصوا إلى يزدجرد (21سنة) ، وذلك لتدارك هزائمهم في الرافدين ولتوافق الجند وطاعة القادة. 



فهرس المقال

 ما سبق معركة القادسية وتأهّب سيدنا عمر رضي الله عنه لها

الحوارات التي حدثت قبل القادسية

 حوار المغيرة بن شعبة مع رستم

حوار ربعي بن عامر مع رستم

مجريات معركة القادسية 



 ما سبق معركة القادسية وتأهّب سيدنا عمر رضي الله عنه لها

فكتب المثنى بذلك إلى سيدنا عمر رضي الله عنه ، فاستنفر سيدنا عمر وكتب إلى عمال العرب على الكور والقبائل أن لا تدعوا أحداً له فرس أو سلاح أو نجدة أو رأي إلا انتخبتموه ووجهتموه إلي والعجل العجل ، ووافته الجيوش على المدينة ومنهم من طرق العراق إلى المثنى وكانوا قريبين منه. 

فخرج بهم سيدنا عمر حتى بلغ ماء يقال له الصرار فعسكر به ولا يدري الناس ما يريد ، فطلب القوم من سيدنا عثمان وكان رديفاً لسيدنا عمر أن يسأله ، فقال له عثمان ما تريد؟ فنادى الصلاة جامعة ، فخطب الناس وأخبرهم الخبر. 

فقال العامة: سر وسر بنا معك فدخل معهم في رأيهم وكره أن يدعهم حتى يخرجهم منه في رفق وقال: استعدوا وأعدوا فإني سائر إلا أن يجيء رأي أمثل من هذا. 

ثم بعث إلى أهل الرأي فاجتمع له أعلام الصحابة ووجوه العرب ، فاجتمع رأيهم أن يبعث رجلاً من صحابة ‏رسول الله ﷺ ويقيم هو  ويرميه بالجنود فإن كان الفتح وإلا عاد رجلاً وندب جنداً آخر.

فنادى الصلاة جامعة وبعث إلى سيدنا علي وطلحة ، فلما وصلا خطب بهم خطبة في مجملها عن تكاتف المسلمين والشورى بينهم ثم أجال الرأي معهم وبعدها قد وقع الإختيار على سيدنا ( سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي )

وقد كان اهتمام سيدنا عمر بهذه الوقعة كبيراً جداً لأنها الحد الفاصل بين الفرس والعرب فلم يدع رئيساً ولا شاعراً ولا خطيباً ولا ذا شرف ولا ذا سيادة إلا ورماه به ذلك الجيش  ورمى به وجوه الناس رضي الله عنه.





ثم أمر سعداً بالمسير وأوصاه وصايا كثيرة من ضمنها أن يجعل تقوى الله هي الزاد وهي العدة والعتاد  وغيرها من الوصايا (متوفرة بالأنترنت راجعها )

وأمر سعد أن يرسل له كل يوم كتاب بما يحدث بتفصيل كامل وأن يوصف له الأحداث وكأنه يرى بعينه. 

وأمره أن ينزل زرود (موضع) فسار سيدنا سعد ونزل بها وانتظر اجتماع الناس و أمر سيدنا عمر. 

وفي ذلك الوقت مات سيدنا المثنى متأثراً بجراح وكان قد أرسل لسيدنا سعداً  وصيته لأنه كان قد اختبر أمر العجم وفيلتهم. 

الحوارات التي حدثت قبل القادسية

بعث سعْد بن أبي وقاص إلى ملك الفرس يزدجرد وفدًا يدعونه إلى الإسلام، سار الوفد الإسلامي من القادسية ، فاجتاز مدينة ساباط جنوب غربي المدائن. وصل الوفد إلى المدائن فالْتقى بقادة الفُرْس ، وتحدَّث إليهم ، فعَرَض عليهم الإسلام ودعاهم إليه،  تحدَّث النعمان بن مقرن المزني أحد رجال الوفْد إلى يزدجرد، ودعاه إلى الإسلام بلين ولطف، وبيَّن له فضلَ الإسلام ورحمته بالناس، وعدلـه وإنصافه، فقال: فنحن ندعوكم إلى دِيننا، وهو دين حسَّـن الحَسَن، وقبَّح القُبْح كلَّه، فإن أجبتم إليه خلَّفْنا فيكم كتابَ الله، على أن تَحْكُموا بأحكامه، ونَرجع عنكم وشأنكم وبلادكم، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فالمناجزة. 


اعتقد يزدجرد أنَّ حُسن أدب الوفد الإسلامي، وملاطفته في المناظرة دليلٌ على ضعْف المسلمين، فتطاول عليهم وأَخَذ يُذكِّرهم بحياتهم قبلَ الإسلام، وينعتهم بأنهم مِن أشْقَى الأمم، وأقلها عددًا، وأضعفها شأنًا، وأسوئها حالاً، فتصدَّى له المغيرة بن زرارة، فقال: يا هذا، إنك وصفْتَنا صِفةً لم تكن بها عالِمًا، فتحدَّث المغيرة عن حال العَرَب قبل دخولهم في الإسلام وما كانوا عليه، من ضلال وفُرْقة وذِلَّة، إلا أنَّ الله قد أبدلَ حالهم بالإسلام، فأصبحوا من أفضلِ الأمم عقيدةً، وأحسن الناس خُلقًا، تألَّفت قلوبهم، فاجتمعت كلمتُهم، واستقامتْ حالهم، وعزَّ جانبهم، ثم قال: إنَّ الله ورسوله أمَرنا أن ندعوَ مَن يلوننا من الأمم إلى الإسلام، فاخترْ إن شئت أن تُسلِمَ فتنجي نفسك، أو تُعطيَ الجزية عن يدٍ وأنت صاغِر، أو السيف، فقال يزدجرد: أتستقبلني بمثل هذا؟! قال: ما استقبلتُ إلاَّ مَن كلَّمني، ولو كلَّمني غيرُك ما استقبلتُك به، فغضب يزدجرد، وأخذتْه العِزَّة بالإثم، وكان سيِّئ الأدب، ضيقًا لجوجًا، لا يأخذ برأي ولا مشورة، فأمر الوفد بالانصراف، وقال: لولا أنكم رسلٌ لقتلتُكم، ثم أمر بإحضار كيس من تُراب، فقال لرجاله: احملوه على أشْرف هؤلاء، فتسابق الوفدُ إلى حَمْله، وتفاءلوا به. 

 حوار المغيرة بن شعبة مع رستم

يطلب رستم رجلاً آخر يتحدث معه، فيرسل له سيدنا سعد بن أبي وقاص سيدنا المغيرة بن شعبة. ونحن نعلم أن سيدنا المغيرة يعرف الفارسية، ولكنه لم يخبرهم بذلك، وجعل المترجم يمشي بينهم حتى يسمع ما يقولون، وينقل هذا الكلام إلى المسلمين بعد ذلك؛ فدخل عليه المغيرة بن شعبة -وكما ذكرنا من قبل رجل دخل عليه برمحه وقد خرق البسط في طريقه حتى وصل إليه، وآخر دخل بفرسه إلى أن انتهى إليه، وهذا قد ترك حصانه بالخارج؛ ففرحوا وظنوا أنه لم يكن مثلهما- وظل يمشي حتى وصل إليه، فجلس بجانبه على السرير المُذهَّب، فصرخوا في وجهه إذ الفُرْسُ جميعهم يقفون بعيدًا جدًّا عن رستم، وهذا يجلس بجانبه! هذا أمر لا يُصَدَّق؛ فقامت الحاشية بسرعة لكي تجذبه من مكانه، فقال لهم: أنتم دعوتموني، فإن أردتم أن آتيكم كما أحب، وإلا رجعت.


فقال لهم رستم: صدق. وتركه، فقال لهم المغيرة بن شعبة: واللهِ جلوسي جنب أميركم لم يزدني شرف، ولم ينقصه شيء، والله يا أهل فارس إنَّا كانت تبلغنا عنكم الأحلام (أي نسمع عنكم أنكم عقلاء)، ولكني أراكم أسفهَ قوم، وكان أجدرَ بكم أن تقولوا لنا إنما يعبد بعضكم بعضًا (أي أنتم في تقديسكم لرستم كأنكم تعبدوه)، ولكننا نتواسى ولا تتواسَوْا (أي: يُوجَدُ بيننا رحمة ومودة وألفة وهذا عكس ما أنتم عليه)، واللهِ الآن أدركتُ أن أمركم مضمحلٌّ، وأن أمر الغَلَبَة والملك لا يقوم على مثل ما أنتم عليه.


فسمع الحاشية من خلفه وهي تقول: واللهِ صَدَقَ العربي. فأهل فارس والجند والحاشية يشعرون بهذا الكلام، فهم بالفعل كأنهم يعبدون رستم ويزدجرد والقادة، كما أن بداخلهم سخطًا شديدًا على هؤلاء القادة، ولكنهم لا يستطيعون أن يعلنوه، ثم أخذ الرؤساء يحدث بعضهم بعضًا يقولون: ما أحمقَ أَوَّلِينا (أي جدودنا) عندما كانوا يُصَغِّرُون أمر هذه الأمة!!.


فأراد رستم أن يخفف من تأثير أفعال الحاشية مع المغيرة حتى لا يغضب؛ فقال له: يا عربي، إن الحاشية قد تفعل شيئًا لا يرضى عنه الملك، ولكنه يتجاوز حتى لا يكسر حاشيته.

حوار ربعي بن عامر مع رستم

فدخل "ربعي" بفرسه على البُسُطِ (السجاد) الممتدة أمامه، وعندما دخل بفرسه وجد الوسائد بها ذهب؛ فقطع إحداها، ومرر لجام فرسه فيها وربطه به، ثم أخذ رمحه، واتجه صوب رستم وهو يتكئ عليه، والرمح يدب في البسط فيقطعها، ووقف أهل فارس في صمت، وكذلك رستم، وبينما هم يفكرون في جلوسه جلس على الأرض، ووضع رمحه أمامه يتكئ عليه، وبدأ رستم بالكلام.

 رستم: ما دعاك لهذا؟ (أي: ما الذي دفعك للجلوس على الأرض؟).

 "ربعي": إنا لا نستحب أن نجلس على زينتكم.

  رستم: ما جاء بكم؟

 "ربعي": لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قَبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفر بالنصر.

 رستم: قد تموتون قبل ذلك.

 "ربعي": وعدنا الله عز وجل أن الجنة لمن مات منا على ذلك، وأن الظفر لمن بقي منا.

 رستم: قد سمعت مقالتك ، فهل لك أن تؤجلنا حتى نأخذ الرأي مع قادتنا وأهلنا؟ فهو يطلب منه مهلة يفكر فيها.

"ربعي": نعم، أعطيك كم تحب: يومًا أو يومين؟

  رستم: لا، ولكن أعطني أكثر؛ إنني أخاطب قومي في المدائن.

 "ربعي": إن رسول الله قد سنَّ لنا أن لا نمكن آذاننا من الأعداء، وألا نؤخرهم عند اللقاء أكثر من ثلاث (أي ثلاثة أيام فقط حتى لا يتمكنوا منا ويتداركوا أمرهم)، فإني أعطيك ثلاثة أيام بعدها؛ اختر الإسلام ونرجع عنك أو الجزية، وإن كنتَ لنصرنا محتاجًا نصرناك، وإن كنتَ عن نصرنا غنيًّا رجعنا عنك، أو المنابذة في اليوم الرابع، وأنا كفيل لك عن قومي أن لا نبدأك بالقتال إلا في اليوم الرابع، إلا إذا بدأتنا (أي: أنا ضامن لك أن لا يحاربك المسلمون إلا في اليوم الرابع. 

رستم: أسيِّدُهم أنت؟ (أي: هل أنت سيد القوم ورئيسهم حتى تضمن لي أن لا يحاربوني؟).

"ربعي": لا، بل أنا رجل من الجيش، ولكنَّ أدنانا يجير على أعلانا. (فهو يقصد أن أقل رجل منا إذا قال كلمة، أو وعد وعدًا لا بُدَّ وأن ينفذه أعلانا) ، وعاد رستم يُكلِّم حاشيته مرة أخرى..

رستم: أرأيتم من مَنطِقِه؟! أرأيتم من قوته؟! أرأيتم من ثقته؟! يخاطب قومه ليستميلهم إلى عقد صلح مع المسلمين؛ وبذلك يتجنب الدخول معهم في حرب، ولكنهم رفضوا ولجُّوا..

مجريات معركة القادسية 

 وبعد أن جمع المسلمون الجموع وصل عدد الجيش الإسلامي إلى بضع و ثلاثين ألفًا من المسلمين، بينما كان عدد جيش الفرس مئة وعشرين ألفًا وعليهم رستم، وبعد أن عسكر الجيشان على مقربة من بعضهما، بعث رستم إلى سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يريد منه أحدًا ليفاوضه، فكان كلَّما بعث أحدًا من المسلمين لم يتغير طلبه، الإسلام أو الجزية أو القتال، وبعد أن فشلت المفاوضات بين الطرفين بدأت معركة القادسية وكان سيدنا سعد قد أشرف على المعركة من شرفة له فقد كان لا يقوى على الركوب لمرض أصابه (قيل عرق النسا).





  وكانت المعركة ضخمة للغاية انقسمت لأيام أربعة: 


 يوم أرماث اليوم الأول 

سُمِّي اليوم الأول في معركة القادسية بيوم أرماث، وبدأت المعركة عندما اختطف المسلمون عددًا من جنود الفرس وقاموا بقتلهم، ثمَّ بدأ القتال والتقى الجيشان، وكان الفرس يستخدمون الفيلة في القتال، فتقدم نحو ستة عشر فيلًا باتجاه المسلمين، فنفرت الخيل وتراجعت وكان بنو أسد أول من اصطدم بالفيلة فردوهم بثباتهم وعزيمتهم، وكان كلُّ فيل يحتاج قرابة عشرين رجلًا حتَّى يتراجع، وعندما لاحظ الفرس ثبات كتائب بني أسد كثَّف عليهم الضغط وهاجمهم دون غيرهم وأصيب منهم عدد كثير من الرجال، وكان لهم الفضل في رد هجوم الفرس واحتوائه في اليوم الأول.


يوم أغواث اليوم الثاني 

سُمِّي اليوم الثاني يوم أغواث، وصل في هذا اليوم مدد من المسلمين من الشام وهم الجند الذين كانوا مع خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في الشام، وكان منهم القعقاع بن عمرو وهاشم بن عتبة -رضي الله عنهما-، وكانوا قرابة ستة آلاف مقاتل، وصلوا إلى القادسية واندمجوا مع الجيش وبدؤوا بالقتال على الفور، وفي اليوم التالي خرج القعقاع بن عمرو -رضي الله عنه- قبل القتال وطلب المبارزة، فخرج إليه البيرزان والبندوان من الفرس، فساعد القعقاع عليهما الحارث بن ظبيان فتبارز الطرفان وانتصر القعقاع والحارث والتحم الجيشان بعدها وبقي القتال دائرًا حتَّى المساء وكان اليوم الثاني يومَ نصرٍ للمسلمين ولم تدخل فيلة الفرس في القتال في هذا اليوم فقاتل المسلمون بمعنويات مرتفعة.


يوم عِماس اليوم الثالث 

أمَّا اليوم الثالث فهو يوم عِماس، جهَّز في هذا اليوم الفرس الفيلة من جديد، وأدخلوها في القتال فتفاجأ بها المسلمون، فقام القعقاع ومن معه من الرجال بفقءِ عين الفيل الأبيض وهو الفيل الأكبر والأخطر واسمه سابور وقطع خرطومه أيضًا، كما استطاع بنو أسد من إيقاف الفيل الأجرب مما أدى إلى رجوع الفيلين نحو الجيش الفارسي، واستمر القتال طيلة اليوم بين الطرفين، ولم يتوقف في الليل بل استمر ليلًا، فسمِّيت تلك الليلة بليلة الهرير، وانقطع اتصال الجيشين بالقادة، حتَّى طلع الصباح وكانت الغلبة للمسلمين.





اليوم الرابع 

وكان اليوم الرابع يوم القادسية، استمر القتال من اليوم الثالث حتَّى الصباح، وصبر المسلمون صبرًا عظيمًا بعد استمرار القتال في الصباح، وبعزيمة الإيمان وثبات العقيدة توغل المسلمون في الجيش الفارسي حتَّى وصلوا إلى خيمة القائد رستم، وقتله هلال بن علقمة -رضي الله عنه- فبدأت جموع الفرس تهرب باتجاه النهر، فأمر سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- المسلمين باللحاق بهم وقتلهم بناء على أوامر الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فطاردهم المسلمون في البوادي والقرى، فكانت محصلة القتلى من الفرس خمسين ألفًا وشُرِّد البقية في القُرى ولم يعد منهم إلى المدائن إلَّا من نجى بأعجوبة، وانتصر المسلمون في معركة القادسية نصرًا عظيمًا مؤزرًا وفتحًا مباركًا من الله تعالى. 


وقد بعث سيدنا سعد كتاباً بالفتح إلى سيدنا عمر فقدم الرجل على راحلته إلى المدينة وكان سيدنا عمر يذهب إلى طريق القدوم ليستطلع القادمين من العراق فشاهد الرجل فقال له ما هي الأخبار؟ فقال الرجل فتح من الله ، فأخذ سيدنا عمر يمشي خلفه ويسأله وذاك يمشي ولا يتوقف. 





فلمّا وصل المدينة أخذ الناس يسلّمون على سيدنا عمر بالإمارة فقال الرجل: أما قلت لي أنك أمير المؤمنين؟ فقال سيدنا عمر لا عليك يا أخي. 




عن الكاتب

صُحبة الأجداد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد