صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

مختصر واضح عن عمر بن الخطاب وصفه ونسبه وبعض أخباره وترجمته وبيته وزُهده

نتحدث في هذا المقام بنبذة عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسنتناول بعض من نسبه وأخباره وأهل بيته وكذلك سنتحدث عن شيء من سيرته وزهده.

مختصر واضح عن عمر بن الخطاب وصفه ونسبه وبعض أخباره وترجمته وبيته وزُهده



المحتوى


فبعد أن عهد سيدنا أبو بكر الصدّيق بالخلافة لسيدنا عمر صعد سيدنا عمر المنبر وقال: 

إنما مثلُ العرب مثل جمل أنِفٍ اتبع قائده، فلينظر قائده حيث يقوده، فأمّا أنا فوربّ الكعبة لأحملنّهم على الطريق!

فأما نسبه

 فهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى.... ويلتقي مع نسب النبي عليه السلام مع كعب بن لؤي. ويكنى أبو حفص ، وأمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهي ابنة عمّ أبي جهل. وسمّاه النبي عليه السلام ، الفاروق، وقيل بل سمّاه أهل الكتاب. كان مولده قبل حرب الفِجار بأربع سنين.

ووصفه 

فقد كان طويلاً آدَمَ أصلع أعسر يسراً (يعمل بيديه) وكان لطوله كأنه راكب . وقيل كان أبيض أبهق (شديد البياض) تعلوه حُمرة، طوالاً أصلع أشيب وكان يصفّر لحيته ويرجِّل رأسه.

أخباره

دوّخ الجيوش ومصّر الأمصار ودوّن الدواوين وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من سُمّي أمير المؤمنين وذلك بعدما سمع قول خليفة خليفة ‏رسول الله ﷺ  فقال: هذا أمر يطول بل أنتم المؤمنين وأنا أميركم.

وهو أول من كتب التاريخ وهو أول من اتخذ بيت مال، وأول من عسّ الليل، وأول من عاقب على الهجاء ، وأول من نهى عن بيع أمهات الأولاد، وأول من جمع الناس في صلاة الجنازة على أربع تكبيرات، وكانوا قبل ذلك يصلّون أربعاً وخمساً وستاً.

وهو أول من جمع الناس على إمام يصلّي بهم التراويح في شهر رمضان، وكتب به إلى البلدان وأمرهم به، وهو أول من حمل الدرة وضرب بها ، وأول من دوّن في الإسلام.

تربى على الشهامة والنجدة والجرأة وقول الحق لا يرى فيه هوادة وكان سفير قريش في الجاهلية وكان إسلامه عِزاً للمسلمين وذلك بعد أن دعا ‏رسول الله ﷺ ربنا عز وجل أن يعز الإسلام بأحب العمرين إليه (عمر بن هشام أبو جهل وعمر بن الخطاب) فكان عمر بن الخطاب .

شهد المشاهد كلها مع ‏رسول الله ﷺ ولم يتخف عن واحدة منها  وكان كثيراً ما يشير على النبي عليه السلام فينزل القرآن موافقاً لما قال، وكان هو وسيدنا أبو بكر بمنزلة الوزيرين لرسول الله ﷺ.

وقد صاهره النبي عليه السلام فتزوج ابنته حفصة رضي الله عنها وذلك بعد مقتل زوجها .

كان له الفضل الكبير بسرعة البيعة لسيدنا أبو بكر قطعاً للنزاع في أمر الخليفة وخوفاً من تشتت الرأي وذلك بعد توفيق الله عز وجل.

وقد كان سيدنا عمر  لسيدنا أبو بكر،  بمنزلة الوزير الأول يشير عليه ويعينه وكان سيدنا أبو بكر يحيل إليه القضايا فكأنه بمنزلة قاضيه.

 

مختصر واضح عن عمر بن الخطاب وصفه ونسبه وبعض أخباره وترجمته وبيته وزُهده

بيت سيدنا عمر

تزوّج سيدنا عمر في الجاهلية :

  1. زينب بنت مظعون  من بني جمح من قريش  وله منها سيدنا عبد الله بن عمر و سيدنا عبد الرحمن الأكبر وحفصة أم المؤمنين ، و هاجر معها  إلى المدينة وكان معهما أبنهما عبد الله بن عمر.
  2. مليكة بنت جرول من خزاعة وله منها سيدنا عُبيد الله  وزيداً الأكبر وقد فارقها في صلح الحديبية.
  3. قريبة بنت أبي أمية  وقد فارقها في صلح الحديبية أيضاً.

بعد الإسلام :

  1. أم حكيم بنت الحارث بن هشام  كانت زوجة  سيدنا عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها يوم اليرموك فتزوجها سيدنا خالد بن سعيد بن العاص فقتل عنها  وبعد ذلك تزوجها سيدنا  عمر وله منها فاطمة.
  2. جميلة بنت ثابت الأنصارية وله منها  ولداً واحداً (عاصم)  وقد طلقها.
  3. عاتكة بنت  زيد  بن عمرو العدوي القرشي  وكانت زوجة سيدنا عبد الله بن أبي بكر وقتل عنها  وتزوجها سيدنا عمر وله منها (عياض بن عمر).
  4. لهية وهي امرأة من اليمن وله منها عبد الرحمن الأصغر وعائشة.
  5. أم كلثوم بنت سيدنا علي بن أبي طالب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بمشورة من سيدنا عمرو بن العاص  وبقيت عنده إلى أن قُتل عنها وكانت آخر أزواجه وله منها زيد الأصغر ورقية.

وهذه قصة مثيرة عنه

قام سيدنا (عثمان وعلي وطلحة والزبير) فقالوا‏:‏ لو قلنا لعمر في زيادة نزيده إياها في رزقه‏.‏

فقال سيدنا عثمان‏:‏ هلموا فلنستبرىء ما عنده من وراء وراء فأتوا أم المؤمنين حفصة ابنته فأعلموها الحال واستكتموها أن لا تخبر بهم عمر‏.‏

فلقيت سيدنا عمر في ذلك فغضب وقال‏:‏ من هؤلاء لأسوءهم قالت‏:‏ لا سبيل إلى علمهم‏.‏

قال‏:‏ أنت بيني وبينهم ما أفضل ما اقتنى رسول ‏ الله ﷺ في بيتك الملبس قالت‏:‏ ثوبين ممشقين كان يلبسهما للوفد والجمع‏.‏

قال‏:‏ فأي الطعام ناله عندك أرفع قالت‏:‏ حرفًا من خبز شعير فصببنا عليه وهو حار أسفل عكة لنا فجعلتها دسمة حلوة فأكل منها‏.‏

قال‏:‏ وأي مبسط كان يبسط عندك كان أوطأ قالت‏:‏ كساء ثخين كنا نربعه في الصيف فإن كان الشتاء بسطنا نصفه وتدثرنا بنصفه‏.‏

قال‏:‏ يا حفصة فأبلغيهم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدر فوضع الفضول مواضعها وتبلغ بالتزجية فوالله لأضعن الفضول مواضعها ولأتبلغن بالتزجية وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة سلكوا طريقًا فمضى الأول وقد تزود فبلغ المنزل ثم اتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى إليه ثم اتبعه الثالث فإن لزم طريقهما ورضي بزادهما ألحق بهما وإن سلك غير طريقهما لم يجامعهما‏.

 من سيرة سيدنا عمر بن الخطاب

مناقبه عظيمة ولا سبيل لحصرها وإنما سكتب بعض المناقب عن فاروق هذه الأمة رضي الله عنه وأرضاه.


روى ابن الأثير

قال الحسن: كان عمر يمر بالآية من ورده فيسقط حتى يعاد كما يعاد المريض، وقيل: إنه سمع قارئاً يقرأ والطور، فلما انتهى إلى قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقعٌ ما له من دافعٍ) سورة الطور، سقط ثم تحامل إلى منزله فمرض شهراً من ذلك.

 وقال الشعبي: كان عمر يطوف في الأسواق ويقرأ القرآن ويقضي بين الناس حيث أدركه الخصوم.

قال موسى بن عقبة: أتى رهط إلى عمر فقالوا له: كثر العيال واشتدت المؤونة فزدنا في عطائنا. قال: فعلتموها، جمعتم بين الضرائر واتخذتم الخدم من مال الله، لوددت أني وإياكم في سفينة في لجة البحر تذهب بنا شرقاً وغرباً فلن يعجز الناس أن يولوا رجلاً منهم فإن استقام اتبعوه وإن جنف قتلوه. فقال طلحة: وما عليك لو قلت: وإن تعوج عزلوه؟ قال: لا، القتل أنكل لمن بعده، احذروا فتى ابن قريش وابن كريمها الذي لا ينام إلا على الرضا ويضحك عند الغضب وهو يتناول من فوقه ومن تحته.

قال ابن المسيب: وحج عمر فلما كان بضجنان قال: لا إله إلا الله العظيم العلي المعطي ما شاء من شاء، كنت أرعى إبل الخطاب في هذا الوادي في مدرعة صوفٍ، وكان فظاً يتعبني إذا عملت ويضربني إذا قصرت، وقد أمسيت وليس بيني وبين الله أحد، ثم تمثل:

لا شيء فيما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويودي المال والولد

لم تغن عن هرمزٍ يوماً خزائنه ... والخلد قد حاولت عادٌ فما خلدوا

ولا سليمان إذ تجري الرياح به ... والإنس والجن فيما بينها يرد

أين الملوك التي كانت نوافلها ... من كل أوبٍ إليها راكبٌ يفد

حوضاً هنالك موروداً بلا كذبٍ ... لابد من ورده يوماً كما وردوا.

قال زاذان: قال عمر لسلمان: أملك أنا أم خليفة؟ قال له سلمان: إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ووضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة. فبكى عمر.

شيء من زُهد سيدنا عمر بن الخطاب

وننقل ذلك من كتاب الزُهد للإمام أحمد رحمه الله 

فروى أن :

●عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال : المدح الذبح.

●وعن الحسن قال : مرَّ عمر على مزبلة فاحتبس عندها فكأنه شقَّ على أصحابه وتأذوا بها فقال لهم : هذه دنياكم التي تحرصون عليها

●الأحنف بن قيس قال : كنا نشهد طعام عمر فيوماً لحماً غريضاً ويوماً قديداً ويوماً زيتاً.

●وأن أبو العالية قال: أكثر ما كنت أسمع عمر يقول: اللهم عافنا واعف عنا.

●وعن عروة عن المسور بن مخرمة قال: أُتي عمر بمال فوضع في المسجد فخرج إليه يتصفحه وينظر إليه فهملت عيناه (بكى) فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا أمير المؤمنين ما يبكيك؟ فوالله إنَّ هذا لمن مواطن الشكر. فقال عمر : إن هذا والله ما أعطِيهُ قومٌ قط إلا ألقى بينهم العداوة والبغضاء.

●وحدّث زيد بن أسلم عن أبيه قال: كان لعمر فرس واحد قال: يا أسلم كم تعلف الفرس كل يوم؟

قال فرقاً من شعير . فقال : لو صرفناه إلى بيت المال، فبعثنا به إلى النقيع فبُعث به إلى النقيع وصرف علفه إلى بيت مال المسلمين.

●وقال الحسن : جيء إلى عمر بمال فبلغ ذلك حفصة أم المؤمنين فجاءت فقالت: يا أمير المؤمنين حقُّ أقربائك من هذا المال قد أوصى الله عز وجل بالأقربين من هذا المال، فقال : يا بنته حق أقربائي في مالي ، وأما هذا ففي سدد المسلمين، غششت أباك ونصحتي أقرباءك ، قومي ، فقامت والله تجر ذيلها.!

●وعن أنس قال : تقرقر بطن عمر قال: وكان يأكل الزيت عام الرمادة (سبق ذكره) وكان قد حرَّم عليه السمن قال: فنقر بطنه بأصبعه وقال: تقرقر إنه ليس لك عندنا غيره حتى يحيى الناس.

●وعن هشام عن أبيه قال : قال عمر في  أحد خطبه : تعلمن أن الطمع فقر وأن الإياس غنى وإن الرجل إذا أيس من شي استغنى عنه.

●وعن الحسن أن عمر كان يقول : اللهم اجعل عملي صالحاً واجعله لك خالصاً ولا تجعل لأحد فيه شيئاً.

●وعن عثمان بن عفان  قال : إني لشاهد عمر بن الخطاب حين مات وهو يقول : ويلي وويل أمي إن لم يغفر لي ثلاثاً ، ثم قضى وما بينهما كلام.

●وعن الحسن أن عمر أتى بشربة عسل فذاقها فإذا ماء وعسل فقال : اعزلوا عني حسابها اعزلوا عني مؤنتها.

●وعن عون بن عبد الله قال : قال عمر : جالسوا التوابين فإنهم أرقُّ شيء أفئدةً.

●وعن ابن أبي خلدة قال : قال عمر : كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم ولا يضركم أن لا يكثر لكم.

 ●وعن عبد الله بن عيسى قال : كان في وجه عمر خطّان أسودان من البكاء.

●وعن أبي عثمان  قال : أخبرني من رأى عمر يرمي بالجمرة وعليه إزار مرقوع برقعة من أديم.

●وعن الأعمش قال : قال عمر عليكم بذكر الله فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء.

●وعن أبي عثمان النهدي أن عمر رأى على عتبة بن فرقد  قميصاً طويل الكم فدعا بشفرة ليقطعه من أطراف أصابعه فقال عتبة: يا أمير المؤمنين إني أستحي أن يقطع كمي أنا أقطعه فتركه.

((وغير ذلك الكثير من المواقف والأقوال التي يعجز القلم عن تسطيرها إنما اخترنا شيء يسير من زُهد رجل عظيم من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ))



عن الكاتب

صُحبة الأجداد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد