إدارة الصدّيق للبلاد
كان منزل الصدّيق بالسُّنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة ، فأقام هنالك ستة أشهر بعدما بُويع له، وكان يغدو على رجليه إلى المدينة وربما ركب فرسه فيصلّي بالناس فإذا صلّى العشاء رجع إلى بيته وكان إذا غاب صلّى بالناس عمر وكان يغدو إلى السوق فيبيع ويبتاع وكانت له قطعة غنم تروح عليه وربما خرج هو بنفسه فيها وربما رُعيت له وكان يحلب للحيّ أغنامهم فلمّا بويع بالخلافة قالت جارية منهم: الآن لا يحلب لنا منائح دارنا، فسمعها فقال: بلى لعمري لأحلِبنّها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيّر بي ما دخلتُ فيه، فكان يحلب لهم.
ثم تحوّل إلى المدينة بعد ستة أشهر من خلافته وقال:
ما تصلح أمور الناس مع التجارة وما يصلح إلا التفرّغ لهم والنظر في شأنهم.
فترك التجارة وأنفق من مال المسلمين ما يصلحه وعياله يوماً بيوم...ولما حضرته الوفاة أوصى أن تُباع أرض له ويُصرف ثمنها عِوض ما أخذه من مال المسلمين.
قال له أبو عُبيدة: أنا أكفيك المال.
وقال له عمر: أنا أكفيك القضاء فمكث عمر سنة لا يأتيه رجلان.
وكان عليّ بن أبي طالب يكتب له وزيد بن ثابت وعثمان بن عفان ومن حضر أيضاً.
عمال سيدنا أبو بكر
فكان على مكة: عتاب بن أسيد
وعلى الطائف عثمان بن أبي العاص
وعلى صنعاء :المُهاجر بن أبي أمية
وعلى حضرموت:زياد بن لبيد الأنصاري
وعلى خولان:يعلى بن مُنية
وعلى زبيد: ورِمَع أبو موسى
وعلى الجَنَد: مُعاذ بن جبل
وعلى البحرين:العلاء بن الحضرمي
وبعث جرير بن عبد الله إلى نجران ،
وعبد الله بن ثور إلى جُرش،
وعياض بن غنم إلى دومة الجندل .
وكان بالشام أبو عبيدة وشرحبيل ويزيد وعمرو ، وكل رجل منهم على جُند
وقد كان العراق والشام بلاد حرب وفتوح سبق الحديث عنها ويلي أمرها قادة الجيوش ومن يؤمرونه بكل قاطع يتم فتحه.