صُحبة الأجداد

تعنى بالتاريخ وتسلط الضوء على أحداثه بشكل سلس بدون تفاصيل عميقة يضيع القارىء بين سطورها

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

مقتل كعب بن الأشرف قصة

هنا نوضّح مقتل كعب بن الأشرف  و ما سبقه من أعمال حربية ، فلما رجع عليه السلام من غزوة السويق أقام بالمدينة قليلاً ثم غزا نجداً يريد غطفان فأقام بنجد شهر صفر كله أو قريباً من ذلك ولم يلق كيداً ثم رجع المدينة فلبث فيها شهر ربيع الأول أو قليلاً منه.

قصة مقتل اليهودي كعب ابن الأشرف


وخرج في آواخره يريد قريشاً فبلغ بحران وهو معدن بالحجاز من ناحية الفرع فأقام بها شهر ربيع الآخر ولم يلق كيداً ثم رجع.

وكان بنو قينقاع أول يهود نقضوا عهودهم وظهر منهم بعد بدر ما كان خافياً وقد قالوا للنبي عليه السلام: يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب فأصبت فرصة والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس.

وقد اعتدى رجل من اليهود على امرأة من العرب تعدياً معيباً فصاحت مستغيثة فأغاثها رجل من المسلمين فقتل اليهودي فقامت اليهود على المسلم فقتلوه وبذلك خرج إليهم ‏رسول الله ﷺ وحاصرهم في ديارهم 15 ليلة فنزلوا على حكمه فأجلاهم عن المدينة فخرجوا إلى أذرعات بالشام. 

وبعدها كانت قريش قد حذرت طريقها المعتاد فسلكوا طريق العراق فخرج أبو سفيان ومعه تجار واستأجروا رجلاً من بكر بن وائل يدلهم على الطريق فعلم بذلك عليه السلام. 

وأرسل إليهم زيد بن حارثة فلقيهم على القردة (ماء من مياه نجد) فأصاب تلك العير وما فيها  وأعجزه الرجال فقدم بالعير  إلى ‏رسول الله ﷺ.

وكان كعب بن الأشرف يهودياً من طيء وبعد انتصار المسلمين في بدر وجاءت البشرى للمدينة قال كعب: والله لئن كان محمداً أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها وخرج فأقام بمكة وجعل يحرض على النبي ويقول الأشعار ويبكي أصحاب القليب من قريش وشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم فأرسل عليه السلام نفراً من الأنصار فحزوا رأسه جزاء ما اقترف. 

قصة قتله

فقال الرسول: "من لي بابن الأشرف؟" فقال له: محمد بن مسلمة: "أنا لك يا رسول الله أنا أقتله؟" قال:" فافعل إن قدرت على ذلك" فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق به نفسه فذكر ذلك للرسول فدعاه فقال له: "لم تركت الطعام والشراب؟" فقال: "يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفين لك به أم لا؟" فقال: "إنما عليك الجهد" فقال: "يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول" قال: "قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك". ورخّص له في أن يبدي امتعاضه من الإسلام أمام كعب لطمأنته وتهدئته.

فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلام بن وقش وهو أبو نائلة أحد بني عبد الأشهل، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة وعباد بن بشر بن وقش، أحد بني عبد الأشهل، والحارث بن أوس بن معاذ، أحد بني عبد الأشهل، وأبو عبس بن جبر أحد بني حارثة ; ثم ذهب سلكان بن سلام وقش أبا نائلة إلى كعب بن الأشرف قبل أن يأتوه، فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدوا شعرا، وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال: "ويحك يا ابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك، فاكتم عني" قال: "افعل" قال: "كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء عادتنا به العرب، ورمتنا عن قوس واحد وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا". فقال كعب: "أنا ابن الأشرف أما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما أقول" فقال له سلكان: "إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك، ونحسن في ذلك" فقال: "أترهنونني أبناءكم؟" قال: "لقد أردت أن تفضحنا، إن معي أصحابا لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء"

وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها، قال: "إن في الحلقة لوفاء" فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره وأمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه فاجتمعوا عند رسول الله. 

قال ابن هشام : ويقال أترهنونني نساءكم ؟ قال كيف نرهنك نساءنا وأنت أشب أهل يثرب وأعطرهم قال أترهنونني أبناءكم ؟

قال ابن إسحاق: فحدثني ثور بن زيد عن عكرمة، عن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم فقال: انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم ثم رجع رسول الله إلى بيته وهو في ليلة مقمرة وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة، وكان حديث عهد بعرس فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها، وقالت: "إنك امرئ محارب وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة" قال: "إنه أبو نائلة، لو وجدني نائما لما أيقظني"، فقالت: "والله إني لأعرف في صوته الشر؟" قال يقول لها كعب لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب.

قصة مقتل اليهودي كعب ابن الأشرف
حصن كعب ابن الأشرف


فنزل فتحدث معهم ساعة وحدثوا معه ثم قال هل لك يا ابن الأشرف أن تتماشى إلى شعب العجوز، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ قال إن شئتم. فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة  ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده فقال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط، ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها، فأخذ بفود رأسه ثم قال اضربوا عدو الله فضربه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا.

قال محمد بن مسلمة

فذكرت مغولا في سيفي، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا، فأخذته، وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار قال فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه أو في رجله أصابه بعض أسيافنا.

قال فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد، ثم على بني قريظة، ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس، ونزف الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا. قال فاحتملناه فجئنا به رسول الله آخر الليل وهو قائم يصلي، فسلمنا عليه فخرج إلينا، فأخبرناه بقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا، فرجع ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه.



عن الكاتب

صُحبة الأجداد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

صُحبة الأجداد