لما وصل رسول الله ﷺ قباء أقام بها أربعة أيام ،أسس فيها مسجد قباء وسار إلى المدينة يحفه الأنصار وصلى الجمعة بمسجد في بطن وادي رانواء بمنتصف الطريق بين قباء والمدينة .
الناقة مأمورة
ثم سار على راحلته وكلما مر على قبيلة من قبائلهم ناداه رئيسها : هلم إلينا يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة، فيقول لهم خلوا سبيلها (أي الناقة) فإنها مأمورة حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت محل باب مسجده فلم ينزل ثم وثبت وسارت غير بعيد وعادت لمبركها الأول فبركت فيه ووضعت جرانها فنزل عنها رسول الله ﷺ وقال: ههنا المنزل إن شاء الله فأخذ رحله أبو أيوب خالد بن زيد فوضعه في بيته .
ثم سأل عن المربد الذي بركت فيه الناقة فقال له معاذ بن عفراء : هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو وهما يتيمان وسأرضيهما (روي أنه قال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم فقالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله ويروى أنه أبى إلا بالثمن) رواية ابن اسحاق.
فأمر رسول الله ﷺ أن يبنى مسجداً ونزل على أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه فانتقل من بيت أبي أيوب إليها.
ثم تلاحق المهاجرون فلم يبق بمكة منهم أحد إلا مفتون أو محبوس أما المدينة فعم أهلها الإسلام إلا قليلاً منهم.
العهد لليهود
ومن أول الأعمال التي عملها عليه السلام أنه كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار وادع فيه اليهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأمولهم واشترط لهم (راجع تفصيله بالشبكة العنكبوتية إن أردت التوضيح أكثر فهو متوفر)
ثم آخى بين المهاجرين والأنصار فكان يأخذ بيدي المهاجري والأنصاري ويقول: تآخوا في الله أخوين.